هل يعقوب عليه السلام نبي؟
نعم إنّ يعقوب -عليه السلام- نبيّ بعثه الله -سبحانه- إلى بني إسرائيل، بُشِّر به النبي إبراهيم من بعد إسحاق -صلوات ربي وسلامه عليهم-؛ قال -تعالى-: (وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ)،[١] وقد أطلق عليه اسم إسرائيل؛ والذي يعني: "عبد الله"، قال -تعالى-: (كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ)،[٢] إضافة إلى وصف النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- له بالكريم؛ حيث قال: (الكَرِيمُ ابنُ الكَرِيمِ ابْنِ الكَرِيمِ ابْنِ الكَرِيمِ يُوسُفُ بنُ يَعْقُوبَ بنِ إسْحاقَ بنِ إبْراهِيمَ).[٣][٤]
ومما يدلّ على نبوته وصيّته لأبنائه من بعده باتباع الدين القويم؛ قال -تعالى-: (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)،[٥][٤]كما جاء ذكره مع عدد من أنبياء الله -تعالى- في القرآن الكريم؛ قال -تعالى-: (قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ).[٦][٧]
هل أبناء يعقوب عليه السلام أنبياء؟
ذكر الله -تعالى- في صريح آيات القرآن الكريم أنّ يوسف -عليه السلام- كان نبيّاً من الأنبياء، وهو أحد أبناء النبي يعقوب -عليه السلام-، وذلك بقوله -تعالى- مخاطباً النبيّ يوسف -عليه السلام-: (وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَىٰ أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).[٨][٩]
بينما لم يكن بقيّة أبناء يعقوب -عليه السلام- الأحد عشر من الأنبياء؛ وذلك للأسباب الآتية:
- ما صدر عنهم من بعض التصرفات التي تنافي عصمة الأنبياء -عليهم السلام-، كالحسد، وإهلاك مؤمن بالقتل والضرر.[١٠]
- أنّ آيات القرآن الكريم نصّت على أنّ الأسباط كان منهم الأنبياء -وهم نسل الأحد عشر ابناً من أبناء يعقوب-، وليست النبوة لذات إخوة يوسف -عليه السلام-؛ قال -تعالى-: (قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ).[١١][١٢]
- عدم قيام دليل صريح ثابت يدلّ على نبوة إخوة يوسف -عليه السلام-، ومثل هذه الأمور تحتاج إلى دليل قطعيّ يفيد ذلك.[٧]
دعوة يعقوب عليه السلام
لقد جعل الله -سبحانه- دعوة جميع أنبيائه ورسله الكرام -صلوات الله عليهم- واحدة؛ تدعو إلى توحيد الله -سبحانه وتعالى- وإفراده بالعبادة، والحرص على هداية الأقوام إلى طريق الحق والصواب على اختلاف شرائعهم؛ وقد دعا النبي يعقوب -عليه السلام- بني إسرائيل إلى عبادة الله -تعالى- وحده، ووصى ذريّته من بعده بالموت على الإيمان، واتباع رسالته ورسالة الأنبياء من قبله؛ قال -تعالى-: (أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ).[١٣][١٤]
المراجع
- ↑ سورة هود، آية:71
- ↑ سورة آل عمران، آية:93
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:4688، صحيح.
- ^ أ ب [أحمد أحمد غلوش]، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 184-187. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:132
- ↑ سورة البقرة، آية:136
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام، صفحة 502، جزء 5.
- ↑ سورة يوسف، آية:6
- ↑ محمد علي الصابوني، مختصر تفسير ابن كثير، صفحة 240، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي، التفسير الوسيط، صفحة 1091، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية:84
- ↑ ياسر برهامي، دروس للشيخ ياسر برهامي، صفحة 17، جزء 56. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:133
- ↑ [هود محمد أبو راس]، الخطاب القرآني لأهل الكتاب وموقفهم منه قديما وحديثا، صفحة 98. بتصرّف.