والد سيدنا يعقوب عليه السلام

إنّ نبي الله إسحاق -عليه السلام- هو والد سيدنا يعقوب -عليه السلام-، فقد تزوّج إسحاق -عليه السلام- من أروقة بنت بتاويل بْن ناحور بْن آزر، وولدت له العيص ويعقوب -عليه السلام-، وقد قيل إنّ عمره كان في ذلك الوقت ستين سنة، وقيل إنّ العيص سمّي بذلك لأنّه ولد قبل يعقوب -عليه السلام-، وسمّي يعقوب بذلك لأنّه تبعه؛ وقيل إنّهما كانا توأمان.[١]


وبهذا يكون من نسل هذه الذرية المباركة عدد من أنبياء الله -تعالى-؛ فإبراهيم -عليه السلام- هو والد إسحاق، وإسحاق -عليه السلام- هو والد يعقوب، ويعقوب -عليه السلام- كان من ذريته النبي يوسف -عليه السلام-؛ لذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما لقي يوسف -عليه السلام-: (الكَرِيمُ ابنُ الكَرِيمِ ابْنِ الكَرِيمِ ابْنِ الكَرِيمِ يُوسُفُ بنُ يَعْقُوبَ بنِ إسْحاقَ بنِ إبْراهِيمَ).[٢]


بشارة مولد إسحاق عليه السلام

بشّر الله -سبحانه وتعالى- نبيّه إبراهيم -عليه السلام- وزوجته سارة بمولد إسحاق -عليه السلام-؛ وذلك لمّا مرّت الملائكة بإبراهيم -عليه السلام- قبل مجيئها إلى مدائن لوط -عليه السلام- لتنذرهم من العذاب؛ فقال -تعالى-: (وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ* وَبارَكْنا عَلَيْهِ وَعَلى إِسْحاقَ وَمن ذُرِّيَّتِهِما مُحْسِنٌ وَظالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ)،[٣] وقال -تعالى-: (وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ* قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ* قالُوا أَتَعْجَبِينَ من أَمْرِ الله رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).[٤][٥]


وقال -سبحانه وتعالى-: (قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلى أَنْ مَسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ* قالُوا بَشَّرْناكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُنْ من الْقانِطِينَ)؛[٦]فكانت بشرى مولد إسحاق -عليه السلام- بعدما أصاب سيدنا إبراهيم -عليه السلام- وزوجته الكبر، لذا كان التعجب من هذا الأمر، ولكنّ الله -سبحانه- زادهم بشارة فوق بشارة؛ فمن بعد إسحاق -عليه السلام- سيأتي يعقوب -عليه السلام-، وكلّاهما سيكون من الأنبياء والصالحين -صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين-.[٥]


العيص بن إسحاق عليه السلام

تذكر المصادر أنّ العيص بن إسحاق -عليه السلام- تزوّج ابنة عمّه إسماعيل -عليه السلام-؛ فولدت له الرّوم، وقد كان ابنه هذا رجلاً أصفر فيه بياض لكنّه شديد الصُّفرة؛ لذا سُمّيت الروم من بعده بنو الأصفر، وقد عمّر العيص فتوفي وعمره مائة وسبعة وأربعين سنة،[٧] ولم تذكر المصادر أنّ العيص كان نبيّاً من الأنبياء، والظاهر أنّه كان على ملّة أبيه إسحاق، وجدّه إبراهيم -عليه السلام-، وإلا لما زوّجه عمّه إسماعيل -عليه السلام- ابنته.[٨]


ومن الجدير بالذكر أنّ المؤرخين عدّو سيدنا أيوب -عليه السلام- من أمّة الروم، من ذرية العيص بن إسحاق -عليه السلام-؛ فهو موص بن رازح بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم الخليل -عليهم السلام-.[٨]



مواضيع أخرى:

صفات يعقوب عليه السلام

عدد الأنبياء منذ بداية الخلق

المراجع

  1. ابن الجوزي، المنتظم في تاريخ الملوك والأمم، صفحة 307، جزء 1. بتصرّف.
  2. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:4688، صحيح.
  3. سورة الصافات، آية:112-113
  4. سورة هود، آية:71-73
  5. ^ أ ب ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 160-161، جزء 1. بتصرّف.
  6. سورة الحجر، آية:54-55
  7. الصحاري، الأنساب للصحاري، صفحة 51. بتصرّف.
  8. ^ أ ب أبو الفداء، المختصر في أخبار البشر، صفحة 16، جزء 1. بتصرّف.