البسملة

ويُقصد بها قول: بسم الله الرحمن الرحيم،[١] وقد اتّفق أكثر الفقهاء على استحباب قولها عند بدء المسلم في مختلف أقواله وأعماله من عباداتٍ وغيرها؛ عند البدء بتلاوة القرآن أو عند الأذكار أو الطعام أو ركوب الدّابة أو دخول المنزل أو المسجد أو الخروج منهما، وعند تغطية الطعام وإيقاد المصباح، وإذا أوى المسلم للنوم، وعند استفتاح الكتب، أو وضع اليد على موضع الألم من الجسد.[٢]


النبي سليمان أول نبيٍّ كتب البسملة

تشير الروايات إلى أنّ أوّل نبيٍّ كتب البسملة؛ هو سليمان -عليه السّلام-،[٣] وقد جاءت البسملة في القرآن الكريم على لسان سليمان -عليه السّلام- في سورة النمل، وذلك في كتابه لملكة سبأ، كما ورد في قول الله -تعالى-: (قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ*إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ*أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ).[٤]


نبيّ الله سليمان

هو النبيّ سليمان ابن نبي الله داود -عليهما السّلام-، أحد أنبياء بني إسرائيل، وقد كان له -عليه السّلام- فضلٌ على بني إسرائيل، حيث ازدهر عصرهم في زمنه؛ نظراً لما قام به من بناء مملكةٍ صالحةٍ راقيةٍ، وقد تمتّع سليمان -عليه السّلام- بخصالٍ وِرثها عن أبيه داود؛ كالشجاعة والحكمة، ومن ذلك قول الله -تعالى-: (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِّنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ*وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ)،[٥] وكان سليمان يشارك أباه في شؤون القضاء وفي أمور الحكم،[٦] وقد أيّد الله -تعالى- نبيّه سليمان بمعجزاتٍ عدّةٍ، منها:[٧]

  • تسخير الريح له: حيث كانت الريح تتحرك حيث يريد، قال -تعالى-: (وَلِسُلَيمانَ الرّيحَ عاصِفَةً تَجري بِأَمرِهِ إِلَى الأَرضِ الَّتي بارَكنا فيها وَكُنّا بِكُلِّ شَيءٍ عالِمينَ).[٨]
  • تسخير الجنّ له: فكان الجنّ يفعل ما يريده سليمان من الأعمال النافعة، كما في قوله -تعالى-: (وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ).[٩]
  • إسالة النحاس له: أمدّ الله -تعالى- سليمان -عليه السّلام- بعين يسيل منها النحاس الأصفر؛ فيأخذه الجن ويصنعون منه ما يأمرهم به سليمان، وقد استمر سيلان النحاس لثلاثة أيّامٍ، قال -تعالى-: (وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ)،[١٠] ومن الصناعات التي قام بها الجنّ بواسطة النحاس: (يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ).[١١]
  • محادثة ما لا ينطق: حيث علّم الله -تعالى- سليمان لغة النبات والحشرات والطير والجماد، وخصّ الله -تعالى- الطير بالذِكْر؛ لأنّه كان من جنود سليمان، قال -تعالى- على لسان سليمان: (يا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِن كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَـذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ).[١٢]


وقد منّ الله -تعالى- على سليمان -عليه السّلام- بنعمٍ كثيرةٍ وآتاه مُلكاً عظيماً، وقد امتدح الله -تعالى- سليمان بقوله عنه: (وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ)،[١٣] وكان سليمان كثير الشكر ودائم الحمد لله -تعالى- على ما منّ عليه من نِعم، فكان قوله -عليه السّلام- كما جاء في سورة النمل: (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ).[١٤][٦]

المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 83.
  2. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهيّة الكويتيّة، صفحة 92. بتصرّف.
  3. الطبراني، الأوائل، صفحة 69-70. بتصرّف.
  4. سورة النمل، آية:29-31
  5. سورة النمل، آية:15-16
  6. ^ أ ب أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 419-420. بتصرّف.
  7. أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السّلام، صفحة 419-227. بتصرّف.
  8. سورة الأنبياء، آية:81
  9. سورة سبأ، آية:12
  10. سورة سبأ، آية:12
  11. سورة سبأ، آية:13
  12. سورة النمل، آية:16
  13. سورة ص، آية:30
  14. سورة النمل، آية:19