صفات النبي إلياس عليه السلام
تحدّث القرآن الكريم في سورة الصافات عن صفات إلياس -عليه السلام- وذلك في قوله -تعالى-: (وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ* إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ* أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ* اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ* فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ* إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ* وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ* سَلَامٌ عَلَى إِلَ يَاسِينَ* إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ)،[١] كما قال -تعالى- عن نبيّه إلياس -عليه السلام-: (وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ)؛[٢] ومن هذه الآيات الكريمة يمكننا تلخيص بعض صفات النبي إلياس على النحو الآتي:
النبوة
حيث تذكر المصادر أنّه كان من أنبياء بني إسرائيل،[٣] وأنّه من أحفاد هارون -عليه السلام-؛ فهو إلياس بن ياسين بن فنحاص بن عيزار بن هارون -عليه السلام-، وقد كانت نبوته بعد سليمان -عليه السلام-.[٤]
توحيد الله -تعالى-
قيل لمّا مات سليمان -عليه السلام-، وتفكّك ملكه؛ طغى الناس وأكثروا من الكفر والفساد، فكانت زوجة أحد الملوك تعبد صنماً من الأصنام واسمه بعل؛ فدعاه إلياس -عليه السلام- إلى توحيد الله -تعالى-، واستنكر عليه وعلى من تبعه عبادة الأصنام والدواب، مع تقديم الحجج والبراهين على وحدانية وتفرد الله -عز وجل- فلمّا رأى هذا الملك أنّ الشرك قد انتشر بين الناس ترك امرأته على ضلالها، ورفض دعوة إلياس -عليه السلام-، حتى حلّ بهم العذاب.[٤]
الذكر الحسن
حيث ترك المولى -سبحانه- من قصة إلياس -عليه السلام- الذكر الحسن في القرآن الكريم، والذي يُتلى إلى يومنا هذا، وقيل كان الثناء لآل إلياس جميعاً؛[٥]وقيل كان ذكره الحسن على ألسنة من جاؤوا بعده من الأقوام الأخرى،[٦] كما كانت هذه الصفة في حقّ عدد من الأنبياء الكرام في ذات السورة التي ذكر فيها إلياس -عليه السلام-؛ فكان الثناء والذكر الجميل لنبي الله نوح، وإبراهيم، وهارون وموسى -صلوات الله وسلامه عليهم-.
الإحسان والصلاح
إذ إنّ الجزاء بالذكر الحسن كان بسبب إيمانه -عليه السلام-، وإحسانه وصلاحه؛[٦] وقد أمنّ الله -تعالى- وجعل من عنده السلام لإلياس -عليه الصلاة والسلام- وآله، من المؤمنين الذين آمنوا معه، والذين استخلصهم -سبحانه- للعبادة والطاعة والتوحيد، فنجاهم من العذاب، وجزاهم على هذا الإحسان.[٧]
إلياس عليه السلام
هو نبي من أنبياء الله -تعالى- المرسلين إلى قوم بني إسرائيل، قيل إنّه أرسل بعد موسى بوقت قصير وقيل بعد سليمان -عليهما السلام-، وقد كان محبوباً عندهم، وأيّده الله -تعالى- بعدد من المعجزات الحسيّة؛ فقد كان بنو إسرائيل غارقين بالمادية والوثنية، من عبادة الأصنام والمجسمات؛ وقد ذكرت بعض الكتب والمؤلفات عدداً من المعجزات التي أجراها الله -تعالى- على يد إلياس -عليه السلام-:[٨]
- إخماد النار بأمره؛ وذلك لمّا طلب منه أحد الملوك الجبابرة إخماد النار فأمرها بذلك فخمدت.
- حبس الماء عن القوم؛ قيل إنّ القوم لمّا عصوا وكفروا وعدهم نبيّهم إلياس -عليه السلام- بحبس الماء عنهم، فلمّا أصروا على ذلك؛ منع عنهم المطر وجفت الأنهار والبحار.
- إحياء الموتى؛ فقد رُوي أنّه أحيا عدداً من الناس، منهم اليسع -عليه السلام-.
- نزول الغيث؛ وذلك لمّا آمن بعض القول أنزل عليهم الغيث ونبتت الأشجار، وارتوى الناس.
ويجب التأكيد على أنّ هذه المعجزات -إن ثبتت- كلّها كانت بأمر الله -تعالى- وإذنه، كما أنّ الأدلة حولها ظنيّة من مرويات الكتب التاريخية، فلا دليل قطعي يثبتها أو ينفيها.
المراجع
- ↑ سورة الصافات، آية:123-132
- ↑ سورة الأنعام، آية:85
- ↑ مجير الدين العليمي، فتح الرحمن في تفسير القرآن، صفحة 541، جزء 5. بتصرّف.
- ^ أ ب أحمد حطيبة، تفسير أحمد حطيبة، صفحة 8، جزء 330. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، موسوعة التفسير المأثور، صفحة 684، جزء 18. بتصرّف.
- ^ أ ب إبراهيم الإبياري، الموسوعة القرآنية، صفحة 57، جزء 11. بتصرّف.
- ↑ الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 133، جزء 23. بتصرّف.
- ↑ أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 391-392. بتصرّف.