ما هو لقب النبي إبراهيم؟
أثنى الله -تعالى- على نبيّه إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- بالعديد من الفضائل والخصائص، فقد خصّ ذرّيته بالنبوّة والكتاب، قال -سبحانه-: (وَاذكُر فِي الكِتابِ إِبراهيمَ إِنَّهُ كانَ صِدّيقًا نَبِيًّا)،[١] ووصفه الله بالعديد من الصفات الحسنة والأخلاق الفاضلة إذ قال: (إِنَّ إِبراهيمَ كانَ أُمَّةً قانِتًا لِلَّـهِ حَنيفًا وَلَم يَكُ مِنَ المُشرِكينَ*شاكِرًا لِأَنعُمِهِ اجتَباهُ وَهَداهُ إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ*وَآتَيناهُ فِي الدُّنيا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصّالِحينَ)،[٢] وكان قد أرسله الله -تعالى- إلى أهل العراق يدعوهم إلى عبادة الله وحده وعدم الإشراك به شيئاً، وبيّن لهم أنّه -سبحانه- وحده مَن يتصرّف في الكون، قال -عزّ وجلّ- على لسان نبيّه إبراهيم: (قَالَ أَفَرَأَيْتُم مَّا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ*أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ*فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِّي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ*الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ*وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ*وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ*وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ*وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ).[٣][٤]
1- إبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء
لُقّب إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- بأبي الأنبياء، إذ إنّ الله -تعالى- لم يبعث نبيّاً بعده إلّا من نسله وذريّته، إذ أكرمه الله بولدَين؛ الأول: إسماعيل جد العرب الذي انحدر من نسله محمدٌ -صلّى الله عليه وسلّم-، والثاني: إسحاق -عليه السلام- الذي رُزق بيعقوب -عليه السلام- الملّقب بإسرائيل وإليه يُنسب أنبياء بني إسرائيل، وقد ذكر الله -تعالى- أبوّة إبراهيم -عليه السلام- للأنبياء إذ قال: (وَوَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَيَعقوبَ كُلًّا هَدَينا وَنوحًا هَدَينا مِن قَبلُ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ داوودَ وَسُلَيمانَ وَأَيّوبَ وَيوسُفَ وَموسى وَهارونَ وَكَذلِكَ نَجزِي المُحسِنينَ*وَزَكَرِيّا وَيَحيى وَعيسى وَإِلياسَ كُلٌّ مِنَ الصّالِحينَ*وَإِسماعيلَ وَاليَسَعَ وَيونُسَ وَلوطًا وَكُلًّا فَضَّلنا عَلَى العالَمينَ*وَمِن آبائِهِم وَذُرِّيّاتِهِم وَإِخوانِهِم وَاجتَبَيناهُم وَهَدَيناهُم إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ).[٥][٤]
2- إبراهيم عليه السلام خليل الله
لقّب إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- بأنّه خليل الله، كما لُقّب بذلك أيضاً محمدٌ -صلّى الله عليه وسلّم- القائل في ذلك: (إنِّي أبْرَأُ إلى اللهِ أنْ يَكونَ لي مِنكُم خَلِيلٌ، فإنَّ اللهِ تَعَالَى قَدِ اتَّخَذَنِي خَلِيلًا، كما اتَّخَذَ إبْرَاهِيمَ خَلِيلًا، ولو كُنْتُ مُتَّخِذًا مِن أُمَّتي خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أبَا بَكْرٍ خَلِيلًا)،[٦][٧] ويُراد بلقب خليل الله إمّا المحبة التامة الكاملة التي ليس فيها أي خللٍ أو الفقر؛ أي أنّ إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- كان فقيراً لله وحده،[٨] وقد نال مرتبة خليل الله لِما اتّصف به بالعديد من الصفات الحسنة، ومن الآيات التي تُثبت تلك الصفات قوله -تعالى-: (إِنَّ إِبراهيمَ كانَ أُمَّةً قانِتًا لِلَّـهِ حَنيفًا وَلَم يَكُ مِنَ المُشرِكينَ)،[٩] وقوله: (إِنَّ إِبراهيمَ لَحَليمٌ أَوّاهٌ مُنيبٌ)،[١٠] ويُذكر من أبرز صفاته أنّه كان:[١١]
- أمّةٌ: أي إمامٌ جامعٌ لكلّ خَصال الخير والبرّ التي يُقتدى بها.
- قانتٌ: أي أنّه خاشعاً مطيعاً لربّه دائماً.
- حنيفٌ: أي منحرفٌ عن الشرك إلى توحيد الله.
- حليمٌ: أي يصفح ويعفو عمّن يسيء إليه.
- أوّاهٌ: أي كثير ذكر الله واستغفاره والتضرّع إليه ودعائه.
- منيبٌ: أي راجعٌ إلى الله -تعالى-، مقبلٌ عليه، معترفٌ بفضله ومحبّته.
- كريمٌ: إذ قال -تعالى-: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ*إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُّنكَرُونَ*فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ*فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ).[١٢]
المراجع
- ↑ سورة مريم، آية:41
- ↑ سورة النحل، آية:120-122
- ↑ سورة الشعراء، آية:75-82
- ^ أ ب محمد صالح المنجد، كتاب موقع الإسلام سؤال وجواب، صفحة 221. بتصرّف.
- ↑ سورة الأنعام، آية:84-87
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جندب بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:532، صحيح.
- ↑ محمد صالح المنجد (23/11/2009)، "صفات إبراهيم عليه السلام التي استحق من أجلها أن يكون خليل الرحمن"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 15/8/2021. بتصرّف.
- ↑ الزجاج، معاني القرآن وإعرابه، صفحة 113. بتصرّف.
- ↑ سورة النحل، آية:120
- ↑ سورة هود، آية:75
- ↑ محمد صالح المنجد (23/11/2009)، "صفات إبراهيم عليه السلام التي استحق من أجلها أن يكون خليل الرحمن"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 15/8/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة الذاريات، آية:24-27