سبب تسمية سيدنا عيسى بالمسيح
لقد تعددت أقوال أهل العلم في سبب تسمّية سيدنا عيسى -عليه السلام- بالمسيح؛ وذلك على النحو الآتي:[١]
- المسيح هو الذاهب بالأرض؛ فهو على وزن فعيل بمعنى الفاعل كالرحيم بمعنى الراحم.
- الذي يمسح المرضى فيبرؤون مما هم فيه؛ وبهذا قال ابن عباس -رضي الله عنهما-.
- الذي مُسح من الأدناس والأقداس فطّهره الله -تعالى-؛ فهو على وزن فعيل بمعنى مفعول.
- لأنّه كان ممسوح القدم؛ أيّ لم يكن له أخمص -ما لا يمس الأرض- في باطن القدم.
- كان ممسوحاً بدهنٍ طاهر عذب؛ يُمسح به الأنبياء.
- المسيح هو الصّديق؛ وهو قول النخعي.
- هو الممسوح بالبركة؛ لقوله -تعالى-: (وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ).[٢]
- المسيح هو الجميل، على عكس المسيخ -بالخاء- الذي يعني القبيح؛ وفي الحديث: (يدخلُ عليكم من هذا البابِ أو من هذا الفجِّ من خيرِ ذي يمنٍ، ألا وإنَّ علَى وجهِهِ مسحةَ مَلَكٍ -يقصد الصحابي جرير-)،[٣] ومسحة الملك تعني مسحة جمال.
- المسيح على وزن فعيل من السيّاحة؛ لأنّه كان يسيح في الأرض، ولا يتثبت في مكان واحد.
- أنّ اسم مسيح معرّب من مشيخ، كما اسم موسى معرّب من موشى.[٤]
- المسيح في اللغة تعني القطع من الفضّة؛ وقد كان عيسى -عليه السلام- أبيض اللون مُشرّباً بالحُمرة.[٥]
ذكر سيدنا عيسى في القرآن الكريم
ذكر سيدنا عيسى -عليه السلام- بعدّة أسماء في القرآن الكريم؛ وهذه الأسماء هي:[٦]
- عيسى ابن مريم؛ وقد ورد بهذا اللفظ في القرآن الكريم ستة عشرة مرة، منها قوله -تعالى-: (وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ).[٧]
- ابن مريم؛ وقد ورد بهذا اللفظ في القرآن الكريم سبع عشرة مرة، منها قوله -تعالى-: (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ).[٨]
- المسيح؛ وقد ورد بهذا اللفظ في القرآن الكريم إحدى عشرة مرة، منها قوله -تعالى-: (لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا لِّلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ).[٩]
- النبي؛ وقد ورد بهذا اللفظ في القرآن الكريم مرة واحدة، في قوله -تعالى-: (قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا).[١٠]
- رسول الله؛ وقد ورد بهذا اللفظ في القرآن الكريم ثلاث مرات، منها قوله -تعالى-: (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ).[١١]
وممّا يظهر بعد هذا التفصيل أنّ سيدنا عيسى -عليه السلام- اسمه الحقيقيّ عيسى، وكنيته ابن مريم، ولقبه المسيح؛ وقد استخدم القرآن الكريم لقب المسيح في الآيات القرآنية في معرِض الثناء وتصحيح العقيدة، سواء كان لفظ المسيح لوحده أو مع اسمه، أمّا بالنسبة لكنيته "ابن مريم" فجاءت كذلك في مواضع الثناء والمدح، وفيما يتعلق بالنداء والتكليف وإيتاء الرسالة والبيّنات فقد جاء كلّ ذلك مع لفظ عيسى، وهذا إن دلّ على شيْ فقد دلّ على دقة ألفاظ القرآن الكريم وبلاغته.[١٢]
ما سبب تسمية المسيح الدّجال بهذا الاسم؟ إليك الجواب
تعددت الأقوال أيضاً في تسميّة المسيح الدّجال؛ فقيل:[١٣]
- لأنّ وجهه ممسوح مشوّه.
- لأنّه ممسوح العين.
- لأنّه يسيح في الأرض ويقطعها في أربعين يوماً.
وقد قال بعض أهل اللغة هو المسيخ -بالخاء-، وقيل المسّيح -بتشديد السين- للتفريق بينه وبين سيدنا عيسى -عليه السلام-؛ ولكنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- فرّق بينهما بقوله عن الدّجال مسيح الضلالة، فيكون عيسى -عليه السلام- مسيح الهدى؛ ففي الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ الأعورَ الدَّجَّالَ مَسيحَ الضَّلالةِ يخرُجُ مِن قِبَلِ المَشرِقِ، في زمانِ اختلافٍ مِن النَّاسِ وفُرْقةٍ؛ فيبلُغُ ما شاء اللهُ مِن الأرضِ في أربعينَ يومًا اللهُ أعلَمُ ما مِقدارُها اللهُ أعلَمُ ما مِقدارُها).[١٤][١٥]
مواضيع أخرى:
المراجع
- ↑ أبو حفص النسفي، التيسير في التفسير، صفحة 48-49، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ سورة مريم، آية:31
- ↑ رواه ابن خزيمة، في صحيح ابن خزيمة، عن جرير بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:272، صحيح.
- ↑ اليفرني، محمد بن عبد الحق، الاقتضاب في غريب الموطأ وإعرابه على الأبواب، صفحة 457، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ القرطبي، شمس الدين، التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة، صفحة 1306. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، موجز دائرة المعارف الإسلامية، صفحة 7527، جزء 24.
- ↑ سورة البقرة، آية:87
- ↑ سورة المائدة، آية:17
- ↑ سورة النساء، آية:172
- ↑ سورة مريم، آية:30
- ↑ سورة النساء، آية:157
- ↑ فاضل صالح السامرائي، لمسات بيانية في نصوص من التنزيل، صفحة 915-916. بتصرّف.
- ↑ خالد الراشد، دروس الشيخ خالد الراشد، صفحة 3، جزء 19. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6812، صححه الألباني.
- ↑ ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، صفحة 94، جزء 13. بتصرّف.