جاء الأمر من الله -تعالى- في القرآن الكريم والسنّة النبويّة بضرورة الإيمان وتحقيقه، ويراد بالإيمان مطلق التصديق، وحتى يكون الإيمان مكتملًا؛ لا بدّ أن يتضمّن التصديق الجازم بأركانٍ ستّةٍ، وأركان الإيمان الستّة هي الواردة في سؤال جبريل -عليه السّلام- للنبيّ: (يا رَسولَ اللهِ، ما الإيمانُ؟ قالَ: أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكِتابِهِ، ولِقائِهِ، ورُسُلِهِ، وتُؤْمِنَ بالبَعْثِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ كُلِّهِ).[١][٢]
الكتب السماوية المذكورة في القرآن
ذكر القرآن الكريم أسماء كتبٍ سماويّةٍ أنزلها الله -تعالى- على عددٍ من رسله، وهي:[٣]
- الصّحف: وهي التي أُنزلت على إبراهيم وموسى -عليهما السّلام- كما جاء في قول الله -تعالى-: (إِنَّ هَـذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى*صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى)،[٤] وفي قوله: (وَقالوا لَولا يَأتينا بِآيَةٍ مِن رَبِّهِ أَوَلَم تَأتِهِم بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الأولى).[٥]
- الزبور: وهو الكتاب المُنزل من الله -تعالى- على داود -عليه السّلام- كما في قوله -تعالى-: (وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا)،[٦] وقوله -تعالى-: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ).[٧]
- التوراة: وهي الكتاب المُنزل من الله -تعالى- على موسى -عليه السّلام- كما في قول الله -تعالى-: (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ).[٨]
- الإنجيل: وهو الكتاب المُنزل من الله -تعالى- على عيسى -عليه السّلام- تأكيدًا وتتمّةً لِما كان في التوراة، كما جاء في قوله -تعالى-: (وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ).[٩]
- القرآن الكريم: وهو خاتم الكتب السماويّة وآخرها الذي أُنزل على خاتم الأنبياء محمد -عليه الصّلاة والسّلام-، ومن ذلك قول الله -تعالى-: (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّـهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَـذَا الْقُرْآنُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ).[١٠][١١]
كتب سماوية لم تذكر في القرآن
ثمّة كتب سماويّةٌ أخرى أنزلها الله -تعالى- على أنبيائه ورسله لكنّها لم تُذكر بأسمائها، ومصداق ذلك قوله -تعالى-: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّـهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ)،[١٢] وواجب المسلم أن يؤمن بهذه الكتب إجمالًا، ولا يجوز تسمية كتابٍ من الكتب أو نسبةٌ كتابٍ إلى نبيٍّ من الأنبياء سوى ما ذُكر في القرآن الكريم.[٣]
الإيمان بالكتب السّماويّة
وهو الركن الثالث من أركان الإيمان السّتة، والكتب السّماويّة؛ هي الكتب التي أنزلها الله -تعالى- على أنبيائه ورسله -عليهم السّلام-، قال الله -تعالى-: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)،[١٣] ويقصد بالإيمان بها: التصديق الجازم بأنّها من الله -تعالى- وأنّها كلامه حقيقةً، وأنّ ما فيها حقٌّ وصدقٌ، وأنّ غرضها حين أنزلت هداية العباد وسعادتهم في الدنيا وإيصالهم للسعادة والنجاة في الآخرة، وهذه الكتب السّماويّة منها ما جاء القرآن الكريم على ذكرها ومنها ما لم يذكر، فلا يعلم أسماءها وأعدادها كلّها إلّا الله -تعالى-.[١٤][١٥]
المراجع
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:10، صحيح.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، التعريف بالإسلام، صفحة 108-109. بتصرّف.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، التعريف بالإسلام، صفحة 125-126. بتصرّف.
- ↑ سورة الأعلى، آية:18-19
- ↑ سورة طه، آية:133
- ↑ سورة النساء، آية:163
- ↑ سورة الأنبياء، آية:105
- ↑ سورة المائدة، آية:44
- ↑ سورة المائدة، آية:46
- ↑ سورة الأنعام، آية:19
- ↑ الموسوعة العقدية، "آخر الكتب المنزلة"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 25/08/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:213
- ↑ سورة البقرة، آية:285
- ↑ محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة فقه القلوب، صفحة 843. بتصرّف.
- ↑ محمود قدح، الأسفار المقدسة عند اليهود وأثرها في انحرافهم عرض ونقد، صفحة 316. بتصرّف.