زوجة زكريا عليه السلام

ورد في الأثر أنّ زوجة النبي زكريا -عليه السلام- تُدعى أشياع، وقيل هي أخت حنّة أم مريم ابنة عمران، كما قيل هي أخت مريم -عليها السلام-، وذلك لما ثبت في الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فأتيتُ على يَحيى، وعيسى فقلتُ: يا جبريلُ من هذانِ؟ قالَ يحيى، وعيسى -قالَ سعيدٌ: إنِّي حَسِبْتُ أنَّهُ قالَ في حديثِهِ: ابنيِ الخالةِ- فسلَّمتُ عليهما..).[١][٢]


وقد قصّت الآيات القرآنية في عدد من المواضع محنة زكريا -عليه السلام-، حيث كانت زوجته عاقراً لا تنجب، وقد بلغ -عليه السلام- وزوجته من العمر مبلغاً كبيراً؛ فلمّا كبر وخشي على الموالي من بعده؛ سأل الله -تعالى- أن يهب له الذرية الطيبة؛ وقد حثّه على ذلك إكرام المولى -عز وجل- لمريم -عليها السلام-، عندما كان يجد عندها الرزق؛ قال -تعالى-: (كلّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ* هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ).[٣][٤]


بشرى يحيى عليه السلام

بشر الله -سبحانه- زكريا -عليه السلام- وزوجته بمولد ذكر؛ وقد بلغ زكريا من العمر مئة وعشرين سنة، أمّا زوجته فقد بلغت ثمان وتسعين سنة، وجعل لهذا المولود صفات النبوة والحكمة والسيادة، بالإضافة إلى أنّ الله -سبحانه- هو من سمّاه باسمه؛ فكانت البشرى بنبي الله يحيى -عليه السلام-؛ ليجعل الله -سبحانه- الأمل لكل يائس، وليمحو القنوط عن كل سائل؛ قال -تعالى-: (يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا* قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا* قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا).[٥][٦]


آية زكريا عليه السلام

بعد أن أكرم الله -تعالى- نبيّه زكريا -عليه السلام- باستجابة الدعاء، ووهب له ذرية طيبة؛ طلب زكريا -عليه السلام- من الله -تعالى- أن يجعل له آية تدله على قرب قدوم المولود، وقيل طلب علامة تدل على حمل زوجته؛ فأخبره المولى أنّ الآية ستكون بصمته وسكونه، حتى لا يستطيع الكلام إلى رمزاً؛ ولمّا كان يقرأ ويسبح اعتراه السكون، وطلب من قومه الإكثار من التسبيح وذكر الله -تعالى-؛ قال -تعالى-: (قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا* فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا).[٧][٨]


تهمة زكريا عليه السلام

ذكر بعض المؤلفين أنّ حمل زوجة زكريا -عليه السلام- كان قبل حمل مريم -عليها السلام-، فلمّا حملت مريم بعيسى -عليهما السلام- من غير زوج؛ اتهمت اليهود زكريا -عليه السلام- في ذلك، حتى لحقوا به ومكروا به وقتلوه؛ وقد كان ذلك بعد ولادة عيسى ويحيى -عليهما السلام-.[٩]

المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن مالك بن صعصعة، الصفحة أو الرقم:3887، صحيح.
  2. ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 413، جزء 2. بتصرّف.
  3. سورة آل عمران، آية:37-38
  4. ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 394-395، جزء 2. بتصرّف.
  5. سورة مريم، آية:7-9
  6. محمد عقيلة، الزيادة والإحسان في علوم القرآن، صفحة 272، جزء 7. بتصرّف.
  7. سورة مريم، آية:10-11
  8. أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 463. بتصرّف.
  9. مجير الدين العليمي، الأنس الجليل، صفحة 159، جزء 1. بتصرّف.