زوجات سيدنا إبراهيم
جاء في عدد من كتب السير والتراجم أنّ إبراهيم -عليه السلام- كان قد تزوّج من ثلاث نسوة؛ وهنّ: سارة أم إسحاق، وهاجر أم إسماعيل، وقثورة التي كان لها ستة بنين كما ورد في مرويات أهل الكتاب،[١] ولكننا في القرآن الكريم لم يثبت لنا منهنّ إلا اثنتان؛ أم إسماعيل وأم إسحاق -عليهما السلام-، وفي هذا المقال سيكون الحديث عنهما على النحو الآتي.
سارة أم إسحاق عليهما السلام
تذكر المصادر التاريخيّة أنّ سارة أم إسحاق -عليهما السلام- هي ابنة عمّ النبي إبراهيم الخليل -عليه السلام-، وقيل بينهما قرابة أخرى غير ذلك، وقد تزّوجها إبراهيم -عليه السلام- بعدما نجى من النمرود، وقصة النار التي رُمي فيها، فلمّا علم الخليل إبراهيم كيد النمرود له ولأهله، انتقل إلى مصر مع زوجته سارة، ولكنّهم لم يمكثوا طويلاً هناك، وعادوا إلى بلاد الشام، واستقروا فيها.[٢]
ومن الجدير بالذكر أنّ سارة هي أمّ إسحاق -عليه السلام- الابن الثاني لسيدنا إبراهيم الخليل؛ بشرّها الله -سبحانه- بإسحاق -عليه السلام- عن طريق الملائكة التي جاءت تنذر قوم لوط بالعذاب؛ قال -تعالى-: (قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ* وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ* قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا ۖ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ* قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۖ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).[٣][٤]
هاجر أم إسماعيل عليهما السلام
لقد كانت السيدة هاجر -عليها السلام- جارية مصريّة جميلة، وهبها ملك مصر فرعون لسارة زوجة إبراهيم -عليه السلام- عندما كانا في زيارة لمصر، وبعد ذلك وهبتها سارة لزوجها إبراهيم الخليل ليُنجب منها الأولاد، فرزقه الله -سبحانه- منها بإسماعيل -عليه السلام-، ويذكر المؤرخون أنّ هاجر توفيت قبل سارة -عليهما السلام-، وقد دفنها إسماعيل في الحجر.[٥]
وتجدر الإشارة إلى أنّ قصّة هاجر -عليها السلام- مشهورة في القرآن الكريم؛ عندما تركها الخليل وابنها إسماعيل -عليهم السلام جميعاً- بوادٍ غير ذي زرع بأمرٍ من الله -سبحانه-؛ قال -تعالى-: (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)؛[٦] وقد كان إسماعيل -عليه السلام- رضيعاً؛ فلمّا نفذ الماء جرت هاجر تسعى بحثاً عنه، حتى فجّر لها المولى عين زمزم، فأخذت تَزُمّ الماء، وتجمعه حتى تشرب، وتروي طفلها خوفاً من نفاذه؛ فكان الإكرام من الله -سبحانه- بأنّ جعله نبع ماء -وهو زمزم الآن- لا ينفذ.[٥]
كما اجتمعت القبائل العربية من جرهم حول هذا الماء؛ عندما رأت الطير تحوم حوله، ثم استأذنت من هاجر -عليها السلام- النزول والسكن عنده فأذنت لهم، وكانوا من بعدها سكان مكة المكرمة، فنشأ النبي إسماعيل -عليه السلام- بينهم، وتزوج منهم.[٧]
المراجع
- ↑ ملك غلام مرتضى، تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، صفحة 152، جزء 59. بتصرّف.
- ↑ أيوب صبري باشا، موسوعة مرآة الحرمين الشريفين وجزيرة العرب، صفحة 201، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة هود، آية:70-73
- ↑ سعد المرصفي، الجامع الصحيح للسيرة النبوية، صفحة 465، جزء 2. بتصرّف.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، موسوعة سفير للتاريخ الإسلامي، صفحة 351، جزء 10. بتصرّف.
- ↑ سورة إبراهيم، آية:37
- ↑ الثعلبي، تفسير الثعلبي الكشف والبيان عن تفسير القرآن، صفحة 402، جزء 15. بتصرّف.