دعاء سيدنا داود عليه السلام

رُوي في بعض المصنفات عددٌ من الأدعيّة التي وردت عن النبي داود -عليه السلام-، منها ما كان في الرزق على مختلف أنواعه -من المال والغنى والصحة ونحوها من الأرزاق-، ومنها ما كان في جملة التضرّع والتذلل لله -تبارك وتعالى-، وحمده وتمجيده -سبحانه-.


وينبغي التنبيه أنّه لم يثبت مدى صحّتها ونسبتها إلى النبي داود -عليه السلام-، إنّما نوردها على سبيل الذكر المجرّد، فلا بأس بالدعاء بها وبغيرها من الأدعيّة التي لا تخالف ظاهر النصوص الشرعيّة من الكتاب والسنة، ونذكر فيما يأتي بعض هذه الأدعيّة الواردة في الرزق عن النبي داود -صلوات الله عليه-:


دعاء سيدنا داود عليه السلام للرزق

  • "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ غِنًى يُطْغِي، وَمِنْ فَقْرٍ يُنْسِي، وَمِنْ هَوًى يُرْدِي، وَمِنْ عَمَلٍ يُخْزِي".[١]
  • "لَا مَرَضَ يُعْيِينِي، وَلَا صِحَّةَ تُنْسِينِي، وَلَكِنْ بَيْنَ ذَلِكَ".[١]
  • "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ مَالٍ يَكُونُ عَلَيَّ فِتْنَةً، وَمَنْ وَلَدٍ يَكُونُ عَلَيَّ وَبَالًا...".[٢]
  • "اَللَّهُمَّ، لَا تَكْثُرُ عَلِي فَأَطْغَى، وَلَا تُقِلُّ لَي فَأَنْسَى؛ فَإِنَّ مَا قَلَّ وَكَفَى خَيْرٌ مِمَّا كُثُرٍ وَأَلَهِى؛ اَللَّهُمَّ رُزِقَ يَوْمُ بِيَوْمٍ...".[٣]
  • "يَا رَازِقْ اَلنُّعَابِ فِي عُشِّهِ"؛ أيّ يا رازق الغراب، وذلك لأنّ الغراب إذا وضع بيضه في العشّ وفقس نفر منها، وتركها فراخاً لا تقدر على تحصيل طعامها؛ فيسوق الله -تعالى- لها الأرزاق من الذباب والحشرات إلى أفواهها، حتى إذا اسودّ لونها، وظهر ريشها عاد إليها الغراب ليرعاها.[٤]


أدعية أخرى للنبي داود عليه السلام

  • ما كان من تحميده -عليه السلام-: "اَلْحَمْد لِلَّهِ عَدَدِ قَطَرَ اَلْمَطَرُ، وَوَرَقَ اَلشَّجَرِ، وَتَسْبِيحَ اَلْمَلَائِكَةِ، وَعَدَدَ مَا يَكُونُ فِي اَلْبَرِّ وَالْبَحْرِ؛ وَالْحَمْدِ لِلَّهِ عَدَدِ أَنْفَاسِ اَلْخُلُقِ وَلَفَظَهُمْ وَطَرَفِهِمْ وَظِلَالَهُمْ، وَعَدَدَ مَا عَنْ أيمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ، وَعَدَدَ مَا قَهَرَهُ مُلْكُهُ، وَوُسْعُهُ حِفْظُهُ، وَأَحَاطَتْ بِهِ قُدْرَتُهُ، وَأَحْصَاهُ عِلْمِهِ...".[٥]
  • ما كان من تمجيده لله -سبحانه وتعالى-: "سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ، أَنْتَ رَبِّي، تَعَالَيْتَ فَوْقَ عَرْشِكَ، وَجَعَلْتَ عَلَى مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ خَشْيَتَكَ، فَأَقْرَبُ خَلْقِكَ مِنْكَ مَنْزِلَةً أَشَدُّهُمْ لَكَ خَشْيَةً، وَمَا عِلْمُ مَنْ لَمْ يَخْشَكَ، أَوْ مَا حِكْمَةُ مَنْ لَمْ يُطِعْ أَمْرَكَ".[٦]


دعاء سيدنا داود عليه السلام في القرآن الكريم

ذكر القرآن الكريم في قصص الأنبياء -عليهم السلام- بعض الأدعيّة التي جاءت على لسان الأنبياء -عليهم السلام-، والتي ناسبت أحوالهم، ورافقتهم في بعض محنهم، ومن الأدعيّة التي ذكرها القرآن الكريم على لسان النبي داود -عليه السلام- ومن معه من الصالحين في واقعة قتال جالوت، قوله -تعالى-: (... رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).[٧][٨]


وقد استجاب الله -تعالى- هذا الدعاء، وهزم عدوهم الظالم جالوت، وكان قتله على يد النبي داود -عليه السلام-، عندما خرج لمبارزته وقضى عليه بالرغم من قوة جالوت وصلابته وجبروته، فكان النصر حليف الملك طالوت وجنوده بإذن الله وكرمه.[٨]

المراجع

  1. ^ أ ب بن أبي شيبة، مصنف بن أبي شيبة، صفحة 48-49، جزء 6.
  2. الطبراني، المعجم الأوسط، صفحة 198، جزء 6.
  3. ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق، صفحة 117، جزء 8.
  4. ابن منظور، مختصر تاريخ دمشق، صفحة 119، جزء 8.
  5. أحمد بن مروان الدينوري، المجالسة وجواهر العلم، صفحة 384، جزء 4.
  6. مجموعة من المؤلفين، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم، صفحة 1704، جزء 5.
  7. سورة البقرة، آية:250
  8. ^ أ ب القرطبي، شمس الدين، تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرآن، صفحة 256-257، جزء 3. بتصرّف.