نبيّ الله موسى -عليه السلام- من أنبياء بني إسرائيل، وأحد أولي العزم من الرسل، بعثه الله تعالى إلى فرعون وبني إسرائيل، وقد وُلِدَ -عليه السلام- زمن حكم فرعون لبني إسرائيل، وكان قد أصدر أمرًا بقتل كلّ ولدٍ يولد لبني إسرائيل، إلّا أنّ الله تعالى قدّر له النجاة من بين أطفال بني إسرائيل الذين يولدون، بل وتربّى في قصر فرعون؛ ليكون موسى -عليه السلام- فيما بعد سببًا في هلاكه.[١]
بشرة النبي موسى عليه السلام
التقى النبيّ محمد -عليه الصلاة والسلام- في رحلة الإسراء والمعراج بموسى -عليه السلام- في السماء السادسة، وقد وصفه فقال: "رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بي مُوسَى رَجُلًا آدَمَ طُوَالًا جَعْدًا، كَأنَّهُ مِن رِجَالِ شَنُوءَةَ"؛[٢] فيظهر من قوله -عليه الصلاة والسلام- أنّ بشرة موسى -عليه السلام- شديدة السُمرة بدلالة قوله: (رجلاً آدم)؛ فالآدم: هو من بشرته سمراء، والطوَال: أي أنّه -عليه السلام- كان طويلًا، والجَعد: هي صفة شعره؛ حيث كان شعره ملتويًا، وهذه الصفات موجودةٌ في قبيلة يعرفها النبي -عليه الصلاة والسلام- وهي شنوءة، ومن صفات موسى -عليه السلام- الجسديّة؛ القوة والبأس، قال الله تعالى واصفًا نبيه موسى -عليه السلام- بالقوة: (إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ).[٣][٤]
صفات النبي موسى عليه السلام
أرسل الله موسى -عليه السلام- إلى بني إسرائيل، وقد عُرف عنهم استكبارهم وعنادهم، وكان فرعون الذي يحكمهم متّصفًا بالتجبّر والظلم وكان يستضعف بني إسرائيل، فاختار الله تعالى لدعوته ودعوة بني إسرائيل موسى عليه السلام، وكان متّصفًا بالصبر والجلد وقوّة التحمل؛ ليستطيع مقارعة القوم، وقد ذكر الله -سبحانه وتعالى- في القرآن الكريم جملةً من الصفات التي ميّز الله بها نبيه موسى عليه السلام؛ ليتمكّن من حَمل هذه الدعوة ومواجهة فرعون وبني إسرائيل، وفيما يلي بيانٌ لأبرز صفاته عليه السلام:[٥]
- سعة علمه: فقد علّمه الله تعالى من لدنه، ووهبه سعةً في العلم، وأنزل الله عليه التوراة التي فيها من علم الله ما فيها؛ فكان ذا علمٍ غزيرٍ، قال تعالى: (إنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّـهِ).[٦]
- الأمانة والقوة: كان من صفاته أنّه قوي القلب ثابتُ الموقف وكان قويَ البدن كذلك.
- فصاحة القول: فقد كان -عليه السلام- مُفهّمًا للقوم متقبل القول، يتواصل معهم بسلاسة وبشكل يفهمونه ويفهمه.
- الصبر على الأذى وتحمله: فقد كان بنو إسرائيل يتّصفون بالعناد الشديد، وكثرة السؤال والمحاججة لموسى -عليه السلام- ومكابرته، وهذا يتطلب منه أن يحمل مزيدًا من الصبر ليحتمل ما لقيه من بني إسرائيل؛ فبعد أن نجّاهم الله من فرعون وكيده، طلبوا من موسى أن يجعل لهم إلهًا كما كان لقومٍ آخرين إلهٌ على الأرض يعبدونه، وقد زاد عنادهم وإصرارهم أن لا يؤمنوا حتى يروا الله جهرة.
المراجع
- ↑ أحمد أحمد غلوش، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 264-269. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:3239، صحيح.
- ↑ سورة سورة القصص، آية:26
- ↑ راغب السرجاني (24/01/2017)، "الرسول في السماء السادسة"، قصة الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 10/10/2021. بتصرّف.
- ↑ عبدالستار المرسومي (27/4/2015)، "موسى عليه السلام.. النبي القائد"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 7/9/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة سورة المائدة، آية:44