مكان ولادة النبي يعقوب عليه السلام

ذكرت الروايات التاريخية أنّ النبي يعقوب -عليه السلام- وُلِد في أرض كنعان في فلسطين، وعاش فيها فترةً من الزّمن، ومثل ذلك ورد في التوراة، حيث جاء فيها: "... وسكن يعقوب في أرض غربة أبيه كنعان"، ثمّ هاجر منها إلى شمال بلاد الشام كما سيأتي في المبحث التالي.[١]


انتقال النبي يعقوب لحرّان ثم رجوعه إلى فلسطين

ذُكِر في الروايات التاريخية أنّ النبيّ يعقوب -عليه السلام- هاجر من فلسطين إلى حران؛ وهي منطقةٌ تقع في شمال بلاد الشام، وهناك تزوّج ووُلِد كلّ أبنائه الاثني عشر، ومنهم النبي يوسف -عليه السلام-،[٢] ومكث يعقوب -عليه السلام- في هذه المنطقة فترةً من الزمن، فقيل إنّه بقي فيها عشرين سنة، وقيل غير ذلك، وهذا يعني أنّ نشأة أبنائه كانت خارج فلسطين.[٣]


وقيل إنّ النبي إبراهيم -عليه السلام- كان قد أوصى يعقوب -عليه السلام- أن يذهب إلى الشام حتى يتزوّج من ابنة خاله لابان الذي كان يسكن في الفدّان في أرض حرّان،[٤] وبالفعل تزوّج من ابنتي خاله راحيل وليا، ولم يكُن ذلك محرَّماً في شريعتهم في البداية، وولدت له راحيل يوسف -عليه السلام- وأخيه بنيامين، وولدت له ليا باقي أبنائه.


وبعد ذلك رجع يعقوب -عليه السلام- عند أبيه إسحق -عليه السلام- في فلسطين في حبرون -وهي الخليل الآن-،[٥] وبعد مدَّةٍ تُوفّي النبيّ إسحق -عليه السلام-، وبقي يعقوب -عليه السلام- مستقرَّاً مع أبنائه الاثني عشر -الأسباط- في فلسطين.[٦]


عيش النبي يعقوب في مصر ووفاته فيها

جرت بعد ذلك العديد من الأحداث في حياة النبي يعقوب -عليه السلام-، فقد جاء في القرآن الكريم ذكر قصة النبي يوسف -عليه السلام- وما حدث له بسبب حسد إخوته، إذْ حاولوا قتله، وتخلّصوا منه برميهِ في بئرٍ إلى أنْ جاءت قافلةً وأخرجته من البئر وابتاعته لعزيز مصر.[٧]


وقد توالت القصص والأحداث في حياة يوسف -عليه السلام- حتى أصبح حاكماً على مصر، وفي تلك الفترة كان بصر والده يعقوب -عليه السلام- قد ذهب من شدّة حزنه على فقد ابنه، إلى أن أذِن الله -سبحانه- بلقائهما في مصر مع أبنائه وعشيرته، وعندها أقام النبي يعقوب -عليه السلام- وأبناؤه بقيّة حياتهم في مصر، وتناسلوا فيها، واتّخذوها وطناً لهم، وظلّ نسلهم فيها حتى أخرجهم فرعون منها.[٧]


وقد تُوفّي يعقوب -عليه السلام- في مصر، وكان قد أوصى ابنه يوسف -عليه السلام- أن ينقله بعد موته إلى فلسطين ويدفنه في بيت المقدس عند أبيه وجدّه، فقد قال أهل التاريخ: "أَقَامَ يَعْقُوبُ بِمِصْرَ عِنْدَ يُوسُفَ أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً فِي أَغْبَطِ حَالٍ وأَهْنَأ عَيْشٍ، ثُمَّ مَاتَ بِمِصْرَ فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ أَوْصَى إِلَى ابْنِهِ يُوسُفَ أَنْ يَحْمِلَ جَسَدَهُ حَتَّى يَدْفِنَهُ عِنْدَ أَبِيهِ إِسْحَاقَ، فَفَعَلَ يُوسُفُ ذَلِكَ، وَمَضَى بِهِ حَتَّى دَفَنَهُ بِالشَّامِ".[٨]


وقيل إنّ يعقوب -عليه السلام- أقام في مصر سبع عشرة سنة، وقد كان عمره عندما دخل إلى مصر مئة وثلاثين سنة تقريباً، وتوفّي وكان عمره مئة وسبع وأربعين سنة، ثمّ نقل يوسف -عليه السلام- تابوته ودفنه في حبرون -الخليل-،[٥]وهذه الأمور التفصيلية معظمها مذكور في روايات أهل التاريخ، ولم تثبت كلّها في النصوص الشرعية، فيبقى علمها عند الله -سبحانه-.

المراجع

  1. محمد الفيومي، تاريخ الفكر الديني الجاهلي، صفحة 390. بتصرّف.
  2. أحمد العسيري، موجز التاريخ الإسلامي من عهد آدم إلى عصرنا الحاضر، صفحة 22. بتصرّف.
  3. محمد الفيومي، تاريخ الفكر الديني الجاهلي، صفحة 390. بتصرّف.
  4. سبط ابن الجوزي، مرآة الزمان في تواريخ الأعيان، صفحة 435، جزء 1. بتصرّف.
  5. ^ أ ب "قصة يعقوب عليه السلام في القرآن"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 8/8/2023. بتصرّف.
  6. عبد الإله السعيدي، قصة الحياة، صفحة 58. بتصرّف.
  7. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، موسوعة سفير للتاريخ الإسلامي، صفحة 602، جزء 10. بتصرّف.
  8. البغوي، تفسير البغوي، صفحة 516، جزء 2. بتصرّف.