أم يوسف عليه السلام

ورد في الأثر أن أمّ النبي يوسف -عليه السلام- كان اسمها راحيل، وقيل راخيل، وقد أنجبت من الأبناء ليعقوب -عليه السلام- يوسف وأخاه بنيامين، قيل إنّها توفيت عند ولادة بنيامين؛ وتولّت زوجة يعقوب -عليه السلام- رعاية يوسف وبنيامين،[١] وقيل لمّا توفيت راحيل تزوّج يعقوب -عليه السلام- من أختها ليا لترعى له أبناءه الاثني عشر.[٢]


كما روى بعض المؤرخين أنّ قبر أم يوسف -عليه السلام- يقع في وسط الطريق إلى بيت لحم في فلسطين، والتي تبعد عن بيت المقدس بحوالي ستة أميال،[٣] وقيل يقع قبرها في الطريق من مدينة الخليل إبراهيم -عليه السلام- إلى مدينة القدس.[٤]


ذكر أم يوسف في القرآن

جاء ذكر أم يوسف -عليه السلام- في القرآن الكريم بموضعين اثنين من سورة يوسف؛ وذلك بالإشارة لا بالتصريح، فقد قال -تعالى- في وصفها: (إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ)،[٥] حيث رأى بعض الباحثين أنّ وصف القمر يعود على أم يوسف -عليه السلام-، ووصف الشمس يعود على النبي يعقوب -عليه السلام-؛ وذلك لأنّ أم يوسف كانت على صورة جميلة، فاقت جمال أخواتها.[٦]


وفي الموضع الثاني قال -تعالى-: (فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ* وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا)،[٧] وقيل إنّ المقصودة هنا هي خالته زوجة أبيه وليس أمه راحيل،[٨] وسوى هذه المواضع لم يأتِ أيّ تفاصيل أخرى في حقّ أم يوسف -عليه السلام-، ولعلّ ذلك يعود إلى كبير أثر يعقوب -عليه السلام- في حقّ تربية يوسف -عليه السلام- وتوجيهه،[٩] كما أن القصص القرآني تركز عادةً على الدروس والعبر، لا على التفاصيل والمسمّيات التي لا يضرّ جهلها، ولا يترتب على معرفتها كبير الأثر.


أخو يوسف عليه السلام

تذكر الروايات -كما أشرنا سابقاً- أنّ أخا يوسف -عليه السلام- من أبيه وأمه كان يُدعى بنيامين، وقد كان يصغره بالعمر، ولم يكن نبيّاً من أنبياء الله؛ حيث ذكر المؤرخون أنّ يوسف -عليه السلام- هو النبي الوحيد الذي كان من أبناء يعقوب -عليه السلام-، وقد ولد بنيامين حسب ما نُقل في أرض كنعان، وبقيّة إخوته ولدوا في العراق، ثم ارتحلوا إلى مصر بدعوة من يوسف -عليه السلام-،[٢] وقد ذُكر أخوه في عدّة مواضع من سورة يوسف؛ منها قوله -تعالى-: (وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ).[١٠][١١]


زوجات يعقوب عليه السلام

نقلت بعض المصادر عن أهل الكتاب أنّ سيدنا يعقوب -عليه السلام- كان متزوجاً من عدّة نساء؛ أنجب منهنّ كلهنّ، ويمكن بيان ذلك على النحو الآتي:[١٢]

  • زوجته راحيل؛ وهي أم يوسف -عليه السلام- وبنيامين.
  • زوجته لِيئَةُ وقيل لياه،[١٣] أخت راحيل؛ وهي أم روبين وشمعون ولاوي، ويهوذا وبساكر، وزبولون.
  • زوجته بُلْهَةُ جارية راحيل؛ وهي أم دانا ونفتالي.
  • زوجته زُلْفَةُ جارية راحيل أيضاً؛ وهي أم جاد وأشير.

المراجع

  1. ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 55، جزء 13. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "أخوة يوسف عليه السلام"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 31/1/2023. بتصرّف.
  3. ابن الوردي الحفيد، سراج الدين، خريدة العجائب وفريدة الغرائب، صفحة 103-104. بتصرّف.
  4. أنستاس الكرملي، مجلة لغة العرب العراقية، صفحة 427، جزء 8. بتصرّف.
  5. سورة يوسف، آية:4
  6. أحمد قشوع، تأملات في رؤيا يوسف عليه السلام، صفحة 119. بتصرّف.
  7. سورة يوسف، آية:99-100
  8. مجموعة من المؤلفين، موسوعة التفسير المأثور، صفحة 782، جزء 11. بتصرّف.
  9. ياسر برهامي، دروس للشيخ ياسر برهامي، صفحة 7، جزء 56. بتصرّف.
  10. سورة يوسف، آية:59
  11. الجلال السيوطي، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، صفحة 555، جزء 4. بتصرّف.
  12. ابن عاشور، التحرير والتنوير، صفحة 34، جزء 13. بتصرّف.
  13. ملك غلام مرتضى، تعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم، صفحة 152، جزء 59. بتصرّف.