من هو والد النبي إبراهيم؟

اختلف العلماء وأهل النسب في اسم والد إبراهيم-عليه السلام-، وذهبوا في ذلك إلى قولَين بيانهما آتياً:[١]


القول الأول: اسم والد إبراهيم آزر

إنّ اسم والد إبراهيم -عليه السلام- آزر كما ورد صراحةً في قول الله -تعالى-: (وَإِذ قالَ إِبراهيمُ لِأَبيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصنامًا آلِهَةً إِنّي أَراكَ وَقَومَكَ في ضَلالٍ مُبينٍ)،[٢] واستدلالاً بما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (يَلْقَى إبْراهِيمُ أباهُ آزَرَ يَومَ القِيامَةِ، وعلَى وجْهِ آزَرَ قَتَرَةٌ وغَبَرَةٌ، فيَقولُ له إبْراهِيمُ: ألَمْ أقُلْ لكَ: لا تَعْصِنِي؟ فيَقولُ أبُوهُ: فاليومَ لا أعْصِيكَ، فيَقولُ إبْراهِيمُ: يا رَبِّ، إنَّكَ وعَدْتَنِي أنْ لا تُخْزِيَنِي يَومَ يُبْعَثُونَ، فأيُّ خِزْيٍ أخْزَى مِن أبِي الأبْعَدِ؟ فيَقولُ اللَّهُ تَعالَى: إنِّي حَرَّمْتُ الجَنَّةَ علَى الكافِرِينَ، ثُمَّ يُقالُ: يا إبْراهِيمُ، ما تَحْتَ رِجْلَيْكَ؟ فَيَنْظُرُ، فإذا هو بِذِيخٍ مُلْتَطِخٍ، فيُؤْخَذُ بقَوائِمِهِ فيُلْقَى في النَّارِ)،[٣] وأشهر مَن قال بذلك القول: محمد بن إسحاق، والإمام الطبري الذي قال: "أولى القولين بالصواب منهما عندي قولُ من قال: هو اسم أبيه؛ لأنّ الله -تعالى- أخبر أنّه أبوه، وهو القول المحفوظ من قول أهل العلم دون القول الآخر الذي زعم قائلُه أنّه نعتٌ"، وقال الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله- في الردّ على مَن قال أنّ آزر ليس اسم والد إبراهيم -عليه السلام-: "هذه الأقوال وغيرها ممّا ذهب إليه بعض المفسرين لا تستند إلى دليلٍ، وأقوال النسابين لا ثقة بها ، وما في الكتب السالفة ليس حجة على القرآن ، فهو الحجة ، وهو المهيمن على غيره من الكتب ، والصحيح أن آزر هو الاسم العَلَم لأبي إبراهيم كما سماه الله في كتابه".[١][٤]


القول الثاني: اسم والد إبراهيم تارح أو تارخ

ورد عن جمهور أهل العلم والنسب أنَّ اسم والد إبراهيم -عليه السلام- تارح أو تارخ، ومنهم ابن عباس ومجاهد وابن جريج، مع الإشارة إلى أنّه لم يرد أي دليلٍ من القرآن الكريم والسنة النبوية يدلّ على ذلك الاسم، واحتجّوا بأنّ آزر اسمٌ آخرٌ لوالد إبراهيم، فيُحتمل أنّ يكون له اسمان كما أنّ نبيّ الله يعقوب -عليه السلام- يسمّى أيضاً بإسرائيل، وقيل عن بعض المفسّرين أنّ اسم والد إبراهيم تارح بالسيريانية وآزر باللغات الأخرى، وقيل إنّ اسم آزر هو في الحقيقة اسم صنمٍ وليس اسم والد إبراهيم كما ورد ذلك عن مجاهد، إذ أورد الطبري في جامع البيان عنه: "آزر لم يكن بأبيه، إنّما هو صنمٌ"، وورد عن الطبري أنّ آزر لقبٌ وليس اسماً، كما نقله أيضاً بعض المفسّرين عن مقاتل بن سليمان، وورد عن آخرين أنّهم قالوا عن اسم آزر: "هو سبٌّ وعيب بكلامهم، ومعناه: معوَجٌّ، كأنّه تأوّل أنّه عابه بزَيْغه واعوجاجه عن الحق".[١][٥]


المراجع

  1. ^ أ ب ت الشيخ محمد صالح المنجد (13/3/2011)، "آزر اسم أبي إبراهيم عليه السلام"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 5/11/2021. بتصرّف.
  2. سورة الأنعام، آية:74
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3350، صحيح.
  4. "آزر والد إبراهيم عليه السلام عدو لله"، إسلام ويب، 24/4/2002، اطّلع عليه بتاريخ 29/12/2021. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين، أرشيف ملتقى أهل التفسير، صفحة 1. بتصرّف.