ميثاق الله

بيان تعريف الميثاق في اللغة والشَّرع آتياً:

  • الميثاق لغةً: هو العهد والاتفاق، والجمع منه: مواثيق ومياثيق ومياثق.[١]
  • الميثاق شرعاً: هو إقامة الدِّين والدعوة إلى توحيد الله وعدم الإشراك به شيئاً.[٢]


ميثاق الله على الأنبياء

أخذ الله -سبحانه وتعالى- ميثاقاً وعهداً على الأنبياء بالإيمان بمحمدٍ -صلّى الله عليه وسلّم-، وأمرهم أيضاً أن يأخذوا ذلك الميثاق أيضاً على أُممهم وأقوامهم،[٣] وتتعلّق بذلك عدّة مسائل بيانها آتياً:

  • وردت العديد من الأدلة التي تُدلّ على أنّ الله -تعالى- أخذ عهداً على الأنبياء -عليهم السلام- بالإيمان بمحمدٍ -عليه الصلاة والسلام-، يُذكر منها قوله -تعالى-: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّـهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَىٰ ذَٰلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ*فَمَن تَوَلَّىٰ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)،[٤][٥] وفسّر ابن كثير ذلك قائلاً: (فالرسول محمدٌ خاتم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه دائماً إلى يوم الدين هو الإمام الأعظم الذي لو وُجد في أي عصرٍ وُجد لكان هو الواجب طاعته المقدّم على الأنبياء كلّهم، ولهذا كان إمامهم ليلة الإسراء لمّا اجتمعوا ببيت المقدس)، وورد عن جابر بن عبدالله أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال لعمر بن الخطّاب -رضي الله عنه-: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ حَيًّا، مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِ).[٦]
  • قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: (ما بعث الله نبياً إلّا أخذ عليه الميثاق، لئن بعث محمداً وهو حي ليؤمنن به ولينصرنّه، وأمره أن يأخذ على أمّته الميثاق، لئن بعث محمداً وهم أحياء ليؤمنن به ولينصرنه).[٣]
  • يدلّ ميثاق الله -تعالى- الذي أخذه على الأنبياء بالإيمان بمحمدٍ -عليه السلام- بأنّ رسالة الإسلام التي جاء بها عامةٌ لكلّ الناس من زمان آدم -عليه السلام- إلى آخر الزمان، وقد أخذ الله الميثاق والعهد على الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- ليعلموا أنّ محمداً -عليه السلام- مقدّماً عليهم.[٧]
  • بايع الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- محمداً -صلّى الله عليه وسلّم- على دينه في المسجد الأقصى ليلة الإسراء والمعراج حينما عرج منه إلى السماوات العُلى، إذ لم يجتمعوا معاً في غير ذلك المكان والزمان، وكانوا قد قدّموا الرسول -عليه السلام- إماماً لهم في الصلاة، ورحّب كلّ نبيٍّ به، وأثنوا على رسالته، وبذلك تبيّنت وحدة الشرائع السماوية ورسائل الأنبياء جميعاً، أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبدالله عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَثَلِي ومَثَلُ الأنْبِياءِ، كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى دارًا فأتَمَّها وأَكْمَلَها إلَّا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَدْخُلُونَها ويَتَعَجَّبُونَ مِنْها، ويقولونَ: لَوْلا مَوْضِعُ اللَّبِنَةِ قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: فأنا مَوْضِعُ اللَّبِنَةِ، جِئْتُ فَخَتَمْتُ الأنْبِياءَ)،[٨] فالحديث يدلّ على أنّ رسالة الإسلام أتمّت وأكملت وختمت ما سبقها من رسائل وشرائع.[٩]


المراجع

  1. "تعريف ومعنى ميثاق"، معجم المعاني الجامع، اطّلع عليه بتاريخ 18/8/2021. بتصرّف.
  2. "ميثاق النبيين المذكور في سورتي آل عمران والأحزاب"، إسلام ويب، 18/6/2008، اطّلع عليه بتاريخ 18/8/2021. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ابن تيمية، الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، صفحة 77. بتصرّف.
  4. سورة آل عمران، آية:81-82
  5. سيد سابق، العقائد الإسلامية، صفحة 199. بتصرّف.
  6. أبو البراء محمد بن عبدالمنعم آل عِلاوة (28/7/2015)، "ما اختص به النبي صلى الله عليه وسلم عن غيره من الأنبياء في الدنيا"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 18/8/2021. بتصرّف.
  7. الصالحي الشامي، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد، صفحة 91. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:2287، صحيح.
  9. سماحة المفتي العام الشيخ عبد الكريم الخصاونة (20/6/2011)، "مكانة المسجد الأقصى في قلوب المسلمين"، دار الإفتاء، اطّلع عليه بتاريخ 18/8/2021. بتصرّف.