الرسل والأنبياء

النبيّ هو: إنسانٌ يصطفيه الله -تعالى- ويختاره من البشر ليُوحي إليه بدِين وشريعةٍ ما، ويُجمع لفظ نبي على أنبياء ونبيون،[١] أمّا الرسول فهو: مَن يُوحي إليه الله -تعالى- بشريعةٍ ما ليبلّغها للبشر ويعمل به ليكون قدوةً لهم، والجمع منه: رُسُل،[٢] ويفرّق بين النبيّ والرسول في أنّ النبيّ يُوحى إليه بشريعةٍ سابقةٍ ليجدّدها في النفوس والقلوب فلا يُبلّغ بشريعةٍ جديدٍ يبلّغها، أمّا الرسول فيُوحى إليه بشريعةٍ جديدةٍ ليبلّغها لقومٍ ما مخالفين لها أو غير عالمين بها، وتجدر الإشارة إلى أنّ الإيمان بالرُسل ركنٌ من أركان الإيمان، فلا بدّ من التصديق الجازم بأنّ الله -تعالى- بعث لكلّ أمةٍ رسولاً يدعوهم لعبادة الله وحده وعدم الإشراك به.[٣]


لماذا أرسل الله الرسل؟

أرسل الله -تعالى- الرسل -عليهم الصلاة والسلام- للبشر تحقيقاً للعديد من الغايات والمقاصد التي منها:[٤]

  • إرشاد البشر وتعريفهم على حقيقة عبادة الله -سبحانه-، والتزام أوامره واجتناب نواهيه، فذلك لا يتمّ إلّا بإرسال الرسل الذين اصطفاهم الله من بين كلّ البشر وفضّلهم عليهم، فعبادة الله الغاية العُظمى التي لأجلها خلق المخلوقات، قال -سبحانه-: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)،[٥] فأعظم ما دعا إليه الرسل -عليهم الصلاة والسلام- عبادة الله وحده وعدم الإشراك به، وهو الأمر الذي دعا كلّ الرسل، قال -عزّ وجلّ- مخاطباً محمداً -عليه الصلاة والسلام-: (وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسولٍ إِلّا نوحي إِلَيهِ أَنَّهُ لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاعبُدونِ).[٦][٧]
  • إقامة الحجّة على البشر بأنّ الله -تعالى- أرشدهم إلى عبادته وحده وعدم الإشراك به ببعث الرُسل، لئلا يُحاجّوه يوم القيامة بعدم إرسالهم، قال -سبحانه-: (وَلَو أَنّا أَهلَكناهُم بِعَذابٍ مِن قَبلِهِ لَقالوا رَبَّنا لَولا أَرسَلتَ إِلَينا رَسولًا فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِن قَبلِ أَن نَذِلَّ وَنَخزى).[٨]
  • تعريف العباد وإخبارهم بالأمور الغيبية التي لا يُمكن إدراكها بالعقل، ومن تلك الأمور: أسماء الله الحسنى وصفاته العُلى، ومعرفة الملائكة، والآخرة وما فيها من نعيمٍ وثوابٍ وجحيمٍ وجزاءٍ، فالإيمان بأمور الغيب من الضروريات التي لا بدّ منها، ولذلك مدح الله -سبحانه- المؤمنين بالغيب في عدّة مواضع، منها: قوله -تعالى-: (الم*ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ*الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ).[٩]
  • حاجة البشر لقدوة حسنةٍ في حياتهم يمتثلون أخلاقهم الحسنة الكريمة ويعصمونهم من الوقوع في المعاصي والشُبهات، فالرسل -عليهم الصلاة والسلام- هم القدوة الحسنة للبشر في كلّ شؤونهم، قال -تعالى-: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرًا).[١٠]
  • إصلاح النفوس وتزكيتها وتطهيرها من الخطايا والزلّات، والإرشاد إلى الطريق الحقّ المستقيم، قال -تعالى-: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ).[١١]


المراجع

  1. "تعريف ومعنى النبي في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني الجامع، اطّلع عليه بتاريخ 3/8/2021. بتصرّف.
  2. "تعريف ومعنى الرسول في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني الجامع، اطّلع عليه بتاريخ 3/8/2021. بتصرّف.
  3. محمد بن إبراهيم بن عبد الله التويجري، الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة/خصائص الأنبياء والرسل:/i725&d1034209&c&p1 مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 8. بتصرّف.
  4. ابن تيمية، النبوات لابن تيمية، صفحة 22-28. بتصرّف.
  5. سورة الذاريات، آية:56
  6. سورة الأنبياء، آية:25
  7. ابن عثيمين، مجموع فتاوى ورسائل العثيمين، صفحة 150. بتصرّف.
  8. سورة طه، آية:134
  9. سورة البقرة، آية:1-3
  10. سورة الأحزاب، آية:21
  11. سورة الجمعة، آية:2