الإيمان بالرسل والأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- ركنٌ من أركان الإيمان وأصلٌ من أصوله لا يتحقّق إلّا به، قال -تعالى-: (قُلْ آمَنَّا بِاللَّـهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)،[١] وعدم التصديق بالأنبياء والرسل مناقضٌ للإيمان، قال -تعالى-: (وَمَن يَكْفُرْ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا)،[٢] وقد اقتضت حكمة الله -تعالى- أن يُرسل إلى كلّ أمةٍ رسولاً أو نبياً يُرشدهم إلى توحيده وعبادته وحده وعدم الإشراك به.[٣]
كم عدد الأنبياء الذين ذكروا في القرآن؟
ذكر القرآن الكريم خمسة وعشرين نبياً بأسمائهم الصريحة، وهم: آدم، ونوح، وإبراهيم، ولوط، وإسحاق، ويعقوب، وإسماعيل، وداود، وسليمان، وأيوب، ويوسف، وموسى، وهارون، وزكريا، ويحيى، وعيسى، وإلياس، واليسع، وإدريس، وهود، وشعيب، وصالح، وذا الكفل، ويونس، ومحمد،[٤] وتجدر الإشارة إلى أنّ الله -تعالى- بعث الكثير من الأنبياء والرسل إلّا أنّه لم يصرّح إلّا بمَن سبق ذكرهم، قال -تعالى- مخاطباً نبيه محمداً -صلّى الله عليه وسلّم-: (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَرُسُلًا لَّمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَى تَكْلِيمًا).[٥][٦]
الإيمان بالأنبياء والرسل
الإيمان بالأنبياء والرسل -عليهم الصلاة والسلام- يكون بالتصديق الجازم الذي لا شكّ فيه بما ثبت عنهم في القرآن الكريم والسنة النبوية إجمالاً أو تفصيلاً، فالإيمان المجمل بهم يكون بالتصديق بأنّ الله -تعالى- بعث لكلّ أمةٍ رسولاً يدعوهم لتوحيد الله، وأنّ الأنبياء والرسل بشرٌ مخلوقون مؤيدون من الله، قد بلّغوا كلّ ما أُرسلوا به، وأنّهم على طريق الحق والهدى صادقون بارّون راشدون كرام بررة، تحلّوا بالتقوى والأمانة فيما بلّغوا به أقوامهم، أمّا الإيمان المفصّل فيكون بالتصديق بكلّ نبيٍ ورد ذكره في القرآن أو السنة، وما تعلّق به من الأخبار والأحوال والفضائل والخصائص.[٧]
الحكمة من قصص الأنبياء في القرآن
ذكر الله -تعالى- قصص الأنبياء -عليهم السلام- في القرآن الكريم تحقيقاً للعديد من المقاصد والغايات والحِكم بيان البعض منها آتياً:[٨]
- تثبيت الرسول -عليه الصلاة والسلام- ومَن معه من المؤمنين ومواساتهم بما يتعرّضوا له من الأذى في سبيل نشر رسالة الإسلام، وإخبارهم بأن حالهم لم يختلف عن حال مَن سبقهم من الأمم والأقوام.
- حثّ النبي -عليه الصلاة والسلام- على الثبات على طريق الدعوة وعدم اليأس أو القنوط من إيمان الأقوام وتصديقهم بالرسالة وتوحيدهم لله -تعالى-.
- وعد النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بالنصر والتمكين كما نصر ومكّن مَن سبقه من الأنبياء والرسل -عليهم الصلاة والسلام-، وأنّ طريق الدعوة محفوفٌ بالمشاقّ والصِعاب.[٩]
- تحقيق وتثبيت العديد من العقائد في القلوب والنفوس، منها: تقرير الإيمان بالله -تعالى-، وتوحيده، وإخلاص الأعمال والأقوال له وحده، والإيمان والتصديق باليوم الآخر وما فيه، وبُغض الشرك والكفر بالله.[١٠]
المراجع
- ↑ سورة آل عمران، آية:84
- ↑ سورة النساء، آية:136
- ↑ عمر سليمان الأشقر، الرسل والرسالات، صفحة 15-17. بتصرّف.
- ↑ صالح المغامسي، دروس للشيخ صالح المغامسي، صفحة 12. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية:164
- ↑ مجموعة من المؤلفين، موسوعة المفاهيم الإسلامية العامة، صفحة 313. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 159-161. بتصرّف.
- ↑ أحمد حطيبة، تفسير أحمد حطيبة، صفحة 4. بتصرّف.
- ↑ مساعد الطيار، شرح مقدمة التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي، صفحة 76. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن السعدي، تيسير اللطيف المنان في خلاصة تفسير القرآن، صفحة 170. بتصرّف.