نسب زكريا عليه السلام
ذكر بعض أهل السير والتراجم أنّ نسب سيدنا زكريا -عليه السلام- يعود إلى النّبي سليمان بن داود -عليهما السلام-؛ فقالوا هو: "زكريا بن برخيا بن آذن بن مسلم ابن صدوق بن نخشان بن داود بن سليمان بن مسلم بن صديقة بن ناحور بن شلوم ابن نهفاشاط بن أنبا بن لبنا بن رحبعم بن سليمان بن داود عليهما السلام".[١]
وقيل هو: "زَكَرِيَّا بن برخيا وَيُقَالُ زَكَرِيَّا بْنُ دَانٍ، وَيُقَالُ زَكَرِيَّا بْنُ لدن بن مُسلم بن صَدُوق بن حشبان بْنِ دَاوُدَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ صديقَة بن برخيا ابْن بلعاطة بن ناحور بن شلوم بن بهفاشاط بن إينامن بن رحيعام بن سُلَيْمَان بن دَاوُد عليهما السلام".[٢]
والنبي زكريا -عليه السلام- ذو صلة بعمران والدة السيدة مريم -عليها السلام-، فقيل إنّ زوجة النبي زكريا هي أخت أم السيدة مريم -عليها السلام-،[٣] وهو أيضاً والد النبي يحيى -عليهما السلام-، ونبي من أنبياء بني إسرائيل.[٢]
أنساب الأنبياء عليهم السلام
تكلّم أهل العلم في مسألة صحّة أنساب الأنبياء -عليهم السلام-، وما حوته من أسماء معجمة غير عربيّة، وما وقع فيها من اختلاف؛ فقالوا:[٤]
- إنّ أنساب الأنبياء -عليهم السلام- كبقيّة أنساب الناس، يُرجع فيها إلى أهل النّسب، ممّن يُحسنون ضبطها وحفظها.
- ليس للنصوص الشرعيّة في أنساب الأنبياء -عليهم السلام- كبير الأثر أو الدلالة؛ وبناءً عليه لم تكن عناية أهل العلم كبيرة بتوثيق أنسابهم -صلوات الله عليهم-؛ خاصّة أنّ النّصوص الشرعية لم تُظهر اهتماماً كبيراً في المسألة.
- لا يمكن الجزم أو القطع بما في هذه الأنساب، أو في ضبط الأسماء فيها؛ فبعض النسّابين غيّروا وبدلوا بما يُناسب لغتهم وطريقة لفظهم بما يختلف عن أهل لغة أخرى؛ لصعوبة لفظهم لبعض الكلمات على هيئتها الحقيقيّة، فخففوا أو سهّلوا أو بدلّوا بين الحروف والأسماء.
وعلى الرغم من ذلك؛ فإنّ بعض النصوص الشرعيّة جلّت أنساب بعض الأنبياء -عليهم السلام-؛ فمن الأنبياء من نُسب إلى أبيه كالخليل إبراهيم -عليه السلام-، قال -تعالى-: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً...)،[٥]ومن الأنبياء من نُسب إلى أمّه؛ كالنبي عيسى -عليه السلام-، قال -تعالى-: (... وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ...).[٦]
ومنهم كذلك من نُسب إلى آبائه وأجداده كما نُسب يوسف -عليه السلام-، إذ قال النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في نسب يوسف الصدّيق: (الكَرِيمُ ابنُ الكَرِيمِ ابْنِ الكَرِيمِ ابْنِ الكَرِيمِ يُوسُفُ بنُ يَعْقُوبَ بنِ إسْحاقَ بنِ إبْراهِيمَ)،[٧] إضافةً إلى أنّ بعض الأنبياء -صلوات الله عليهم- رفعوا نسبهم إلى أقوامهم، ونقلها أهل العلم جيلاً بعد جيل حتى وصلت إلينا، كما في رفع النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- نسبه إلى قبيلته، وإلى خالاته وعماته، ومن ذلك قوله -صلوات الله عليه-: (... أنا ابنُ العواتكِ).[٨][٤]
المراجع
- ↑ النويري، شهاب الدين، نهاية الأرب في فنون الأدب، صفحة 195، جزء 14.
- ^ أ ب ابن كثير، قصص الأنبياء، صفحة 348، جزء 2. بتصرّف.
- ↑ النويري، شهاب الدين، نهاية الأرب في فنون الأدب، صفحة 195، جزء 14. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد الحسن الددو الشنقيطي، دروس للشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي، صفحة 4، جزء 51. بتصرّف.
- ↑ سورة الأنعام، آية:74
- ↑ سورة البقرة، آية:87
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:4688، صحيح.
- ↑ رواه البيهقي، في دلائل النبوة، عن عمرو بن سعيد بن العاص، الصفحة أو الرقم:136، قال الألباني حسن لشواهده.