النبي الذي أُنزل عليه الإنجيل

أُنزِل الإنجيل على نبيّ الله عيسى -عليه السلام-، مِصداقاً لقول الله -عزّ وجلّ-: (وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ ۖ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ)،[١][٢] والإنجيل لغةً يعني الأصل؛ أي هو أصلٌ للقوم الذي نزل عليهم، فيعملون به، ويُحِلّون حلاله، ويُحرِّمون حرامه، وجاء في تسميته بذلك أقوالٌ أخرى نذكرها فيما يأتي:[٣]

  • قيل إنّ الإنجيل بمعنى إظهار الشيء، فَنَجَلْتُ الأمر أي أظهرته واستخرجته، فسُمّي الإنجيل بذلك لأنّ الله أظهره للنّاس بعد أن خَفِيَ الحق واندرس.
  • التناجل بمعنى التنازع، فسُمّي الإنجيل بذلك لأنّ القوم قد تنازعوا واختلفوا فيه.


التعريف بنبي الله عيسى

النبيّ عيسى -عليه السلام- هو آخر أنبياء بني إسرائيل، وهو أحد أولي العزم من الرسل الذي صبروا في دعوتهم، وأوذوا في سبيل رسالتهم حتى جاءهم نصر الله، ولم يأتِ بينه وبين النبي -صلى الله عليه وسلم- نبيٌّ آخر، وهو ابن السيّدة مريم البتول من آل عمران، ومن نسل النبيّ داود -عليه السلام-، وقد دعا بني إسرائيل إلى دين موسى -عليه السلام-، وبشّر بمجيء النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم- بعده.[٤]


وولدته السيّدة مريم من غير أب، فكانت هذه معجزة من المعجزات، حيث بشّرتها الملائكة بولادة نبيّ الله عيسى -عليه السلام- الذي سيكون نبيَّاً عظيماً في الدنيا، ووجيهاً في الآخرة، وهو من الصادقين الصالحين المقرّبين إلى الله -سبحانه-، قال -تعالى-: (إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ).[٥][٤]


معجزات النبي عيسى عليه السلام

أيّد الله -عز وجل- نبيّه عيسى -عليه السلام- بالعديد من المعجزات الدّالة على صدق نبوّته وصحّة رسالته، ومن أبرزها:[٦]

  • وُلِد عيسى -عليه السلام- بغير أب.[٧]
  • تكلّم -عليه السلام- في المهْد، فقال مُبَرِّئاً أمّه بعد أن اتّهمها القوم بالفاحشة: (قَالَ إِنِّي عَبْدُ الله آتَانِيَ الكتاب وَجَعَلَنِي نَبِيّاً ...).[٨][٩]
  • رفع الله -تعالى- سيّدنا عيسى إلى السماء، فلم تُقبض روحه، ولا يزال على قيد الحياة، وسينزل في آخر الزمان ويحكم بشريعة الإسلام،[١٠] قال -تعالى-: (... وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً بَل رفَعَهُ اللهُ إِلَيهِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً).[١١]
  • كان يصنع من الطّين على هيئة الطير، ثمّ يصير طيراً حقيقياً بإذن الله بعد أن ينفخ فيه.
  • كان -عليه السلام- يُبرئ الأبرص والأكمه.
  • كان يُحيي الموتى بإذن الله.
  • كان يُخبر النّاس بما يدّخرونه ويأكلونه في بيوتهم.
  • أيّده الله -تعالى- بإنزال مائدةٍ من السّماء.


ويدلّ على هذه المعجزات قول الله -تعالى-: (وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّـهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّـهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).[١٢]



مواضيع أخرى:

عيسى عليه السلام

لماذا رفع الله عيسى عليه السلام؟

المراجع

  1. سورة المائدة، آية:46
  2. أبو حفص النسفي، التيسير في التفسير، صفحة 404، جزء 5. بتصرّف.
  3. ابن الأنباري، الزاهر في معاني كلمات الناس، صفحة 73، جزء 1. بتصرّف.
  4. ^ أ ب أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 466. بتصرّف.
  5. سورة آل عمران، آية:45
  6. مجموعة من المؤلفين، موسوعة الملل والأديان، صفحة 241، جزء 1. بتصرّف.
  7. فهد الرومي، اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر، صفحة 815، جزء 2. بتصرّف.
  8. سورة مريم، آية:30
  9. الشعراوي، تفسير الشعراوي، صفحة 3449، جزء 6. بتصرّف.
  10. عبدالله المعتاز، أولو العزم من الرسل عيسى ابن مريم عليه السلام، صفحة 41-42. بتصرّف.
  11. سورة النساء، آية:157
  12. سورة آل عمران، آية:49