معنى الختان
بيان تعريف الخِتان في اللغة والاصطلاح آتياً:
- الخِتان لغةً: مصدرٌ من الفعل الثلاثي خَتَنَ، ويُراد به: قطع جزءٍ زائدٍ من العضو التناسلي، ويُطلق أيضاً على موضع ومكان القطع.[١]
- الخِتان اصطلاحاً: لا يختلف المعنى الاصطلاحي للخِتان عن معناه اللغوي؛ فعرّفه الحافظ ابن حجر بأنّه: قطع جزءٍ مخصوصٍ من عضوٍ مخصوصٍ.[٢]
من أول من اختتن من الأنبياء؟
إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- أوّل مَن اختُتن من الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-، والدليل على خِتانه ما أخرجه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (اخْتَتَنَ إبْراهِيمُ عليه السَّلامُ وهو ابنُ ثَمانِينَ سَنَةً بالقَدُّومِ)،[٣] والدليل على أنّ إبراهيم أول الأنبياء ختاناً ما ورد في الحديث المرفوع عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (كان أولَ مَنْ ضَيَّفَ الضيفَ إبراهيمُ، وهو أولُ مَنِ اخْتَتَنَ على رَأْسِ ثُمَّانينَ سنةٍ، واختتن بِالقَدُومِ)،[٤] وقد نقل عددٌ من العلماء الإجماع على إنّ إبراهيم -عليه السلام- أوّل الأنبياء ختاناً، فقال ابن عبد البر: (وأجمع العلماء على أنّ إبراهيم أول من اختُتن)، فأصبح إبراهيم -عليه السلام- قدوةً في لمَن بعده من الأنبياء، وفي ذلك قال ابن القيم -رحمه الله-: (وقد روى أنّه أول من اختُتن -كما تقدّم- والذي في الصحيح: اختُتن إبراهيم وهو ابن ثمانين سنةً، واستمرّ الختان بعده في الرسل وأتباعهم، حتى في المسيح فإنّه اختُتن، والنصارى تُقرّ بذلك ولا تجحده).[٥]
الحكمة من مشروعية الختان
ينبغي على العبد الاستسلام والخضوع لأوامر الله -سبحانه- وتطبيقها دون التوقّف على معرفة الحِكمة والغاية منها، فالله الخالق الخبير الذي يعلم ما يصلح للعباد في أمورهم وشؤونهم، والخِتان من الأمور التي يطبّقها المسلم تنفيذاً لأوامره -سبحانه- وطلباً للأجر والثواب منه، ورغم ذلك فللخِتان العديد من الحِكم التي يُذكر منها:
- تكميل الفطرة التي فطر الله -تعالى- الناس عليها، فقد وعد الله -سبحانه- نبيّه إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- أن يجعله للناس إماماً وقدوةً، وأن يكون أباً لكثيرٍ من الشعوب، وأن يزيد في نسله ويجعل الخِتان علامةً فيهم، وذلك تفسير قول الله -تعالى-: (صِبْغَةَ اللَّـهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّـهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ)،[٦] فصبغة الله هي الحنيفية ملّة إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- التي صبغت وملأت القلوب والنفوس بمعرفة الله ومحبّته والإخلاص له وعبادته وحده عدم الإشراك به شيئاً، وصبغت الأجساد أيضاً بالخِتان الذي يعدّ سنةً من سُنن الفِطرة.[٧]
- الخِتان علامةٌ على الطهارة والنظافة والحُسن والجمال، ولذلك استجاب إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- لأوامر ربّه والتي منها الخِتان، قال -تعالى-: (وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)،[٨] وقد جُعل إبراهيم إماماً للناس بعد أن طبّق أوامر الله -سبحانه- والتزمها كلّها.[٩]
المراجع
- ↑ "تعريف ومعنى الختان في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني الجامع، اطّلع عليه بتاريخ 9/8/2021. بتصرّف.
- ↑ دبيان الدبيان، موسوعة أحكام الطهارة، صفحة 57. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3356، صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في السلسلة الصحيحة، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:725، إسناده حسن.
- ↑ محمد صالح المنجد (11/2/2020)، "هل جميع الأنبياء كانوا مختونين؟"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 9/8/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:138
- ↑ محمد صالح المنجد (14/4/2001)، "فوائد الختان الصحية والشرعية"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 9/8/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:124
- ↑ ابن القيم، تحفة المودود بأحكام المولود، صفحة 188. بتصرّف.