كم عدد إخوة النبي يوسف؟

كان ليعقوب -عليه السّلام- اثنا عشر ابنًا من بينهم يوسف عليه السّلام، والمفسّرون متّفقون على أنّ النبيّ يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم -عليهم السّلام- هو إسرائيل؛ فبنو إسرائيل هم ذريّة يعقوب عليه السّلام، وأورد القرآن الكريم وصيّة يعقوب إلى أبنائه في قوله تعالى: "أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ"،^[١] كما جاء ذكر أبنائه في سورة يوسف -عليه السّلام- وبيّنت السورة موقفهم من أخيهم يوسف عليه السّلام.^[٢][٣]

عدد إخوة يوسف أحد عشر

أبناء يعقوب -عليه السّلام- من الذكور اثنا عشر بما فيهم يوسف عليه السّلام؛ أي أنَّ ليوسف أحد عشر أخًا ذكرًا؛ عشرةٌ منهم من أبيه، وأخٌ واحدٌ شقيقٌ هو بنيامين، وقد كان يوسف أصغر إخوته سنًّا وأشرفهم وأعظمهم قدرًا وأقربهم مكانةً إلى أبيهم يعقوب عليه السّلام، وتشير الروايات إلى أنّه لم يكن بين أبناء يعقوب نبيٌّ سوى يوسف عليه السّلام،^[٤][٢] وقد تزوّج يعقوب -عليه السّلام- من ابنة خاله ليا؛ فأنجبت له من الذكور: يهوذا، وروبيل، وشمعون، ولاوى، وربالون، ويشجر، ومن الإناث: دينة، وكان ليعقوب سريّتان هما زلفة وبلهة أنجبتا له: دان، ونفتالى، وجاد، وآشر، وبعد أن توفّيت ليا تزوّج يعقوب من أختها راحيل التي ولدت له بنيامين ويوسف عليه السّلام.^[٥]

إخوة يوسف في القرآن الكريم

في رؤيا يوسف

رأى يوسف -عليه السّلام- في طفولته رؤيا تمثّل فيها أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر ساجدين له احترامًا وتقديرًا، والأحد عشر كوكبًا هم إخوة يوسف، والشمس والقمر أبواه، وقد نهى يعقوب ابنه يوسف -عليهما السّلام- من أن يذكر رؤياه أمام إخوته، قال الله تعالى: "إِذ قالَ يوسُفُ لِأَبيهِ يا أَبَتِ إِنّي رَأَيتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوكَبًا وَالشَّمسَ وَالقَمَرَ رَأَيتُهُم لي ساجِدينَ* قالَ يا بُنَيَّ لا تَقصُص رُؤياكَ عَلى إِخوَتِكَ فَيَكيدوا لَكَ كَيدًا إِنَّ الشَّيطانَ لِلإِنسانِ عَدُوٌّ مُبينٌ".^[٦][٧]

تآمر الإخوة على يوسف

ذكرت سورة يوسف تآمر إخوته عليه ومحاولتهم للتخلّص منهم، فمنهم من اقترح قتله، ومنهم من اقترح تركه في الصحراء وحيدًا، ومنهم من رأى أن يلقوه في البئر حتى يلتقطه أحد السّيارة المارين بالبئر، وهو ما أجمعوا عليه ونفّذوه.^[٧]

سفر الإخوة إلى مصر طلبًا للطعام

وذلك بعد أن أصاب أرض كنعان قحطٌ استدعى ارتحال إخوة يوسف إلى مصر ليتزوّدوا بالطعام، ولم يكونوا يعرفون أن يوسف هو الحاكم على خزان الأرض في مصر، فرفض يوسف أن يزوّدهم بالطعام قبل أن يأتوا بأخيه الشقيق بن يامين.^[٨]

مكيدة يوسف لإخوته

كاد يوسف لإخوته بعد أن أحضروا أخاه الشقيق معهم، وقرّبه منه وأخبره بأنّه أخوه؛ فوضع مكيال الطعام في بضاعتهم؛ ليوهِم أنّ أخاه قد سرقه، ويُبقي أخاه عنده، وحاول إخوة يوسف ثنيه وإقناعه بأن يأخذ أحدًا منهم بدلًا من أخيهم، فلم يقبل، وعادوا إلى أبيهم يخبرونه بما حصل، فأعادهم إلى مصر مرّةً أخرى ليعيدوا أخاهم، وأخبروا يوسف بما آل له حال أبيهم وأهلهم جرّاء فراق أخيهم، فرقَّ يوسف لذلك، وسألهم استنكارًا وتأنيبًا عمّا فعلوه في يوسف، فأدركوا حينها أنّه هو يوسف عليه السّلام، وعادو إلى أبيهم يبشرونه وهم يحملون قميص يوسف، وألقوه على وجه أبيهم فعاد إليه بصره، وطلبوا من أبيهم أن يستغفر لهم على ما كان منهم، قال تعالى: "قالوا يا أَبانَا استَغفِر لَنا ذُنوبَنا إِنّا كُنّا خاطِئينَ* قالَ سَوفَ أَستَغفِرُ لَكُم رَبّي إِنَّهُ هُوَ الغَفورُ الرَّحيمُ"،^[٩] وعادوا بعدها برفقة أبيهم وأهلهم إلى يوسف -عليه السّلام- كما طلب منهم، وضمّ يوسف إليه أبويه وقرّبهم، وتحقّقت رؤيا يوسف بسجود إخوته وأبويه له.^[٨]