عمر سيدنا يعقوب عليه السلام
جاء نبيّ الله يعقوب -عليه السلام- في الفترة الزمنية بعد إسحاق -عليه السلام-، لقول الله -تعالى- عن امرأة إبراهيم -عليه السلام-: (... وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ)،[١] أمّا عمر سيدنا يعقوب وكم عاش من الزّمن فهي من الأخبار التي لم يثبت فيها نصٌّ شرعي صحيح، بل ما ورد في ذلك أكثره مأخوذ من مرويّات أهل الكتاب، وليس في شريعة الإسلام ما يثبتها أو ينفيها.[٢]
وحكم هذه الأخبار أن لا نصدّقها ولا نكذّبها، بل نتوقّف فيها؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تُصَدِّقُوا أهْلَ الكِتَابِ ولا تُكَذِّبُوهُمْ وقُولوا: {آمَنَّا باللَّهِ وما أُنْزِلَ}[٣] الآيَةَ)،[٤] ومن الأخبار التي نقلها أهل العلم والتفسير في كتبهم عن أهل الكتاب فيما يتعلّق بالفترة الزمنية التي عاشها يعقوب -عليه السلام- ما يأتي:
التعريف بنبيّ الله يعقوب عليه السلام
هو يعقوب بن إسحاق -عليهما السلام-، وله اثنا عشر ولداً يُسمّون بالأسباط، وقيل إنّ كل الأنبياء -عليهم السلام- من نسل أولاده إلا عشرة منهم، وهم: "نوح، وهود، وصالح، ولوط، وأيوب، وشعيب، وإبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، ومحمد -صلى الله عليه وسلم- وعليهم أجمعين".[٦]
وقد بشّرت به الملائكة سيدنا إبراهيم عليه السلام، فأخبرته ببشارة ولادة إسحاق، ثمّ وراء إسحاق يعقوب -عليهما السلام-، وقد اشتُهر يعقوب -عليه السلام- باسم إسرائيل الذي يعني في العربية عبد الله، وقد بعثه -سبحانه- وكلّفه بدعوة قومه، وظلّ يوصي أبناءه بالتمسّك بدين الله، قال -تعالى-: (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).[٧][٨]
صفات وتقوى يعقوب عليه السلام
كان نبيّ الله يعقوب -عليه السلام- حليماً صابراً، وظلّ ثابتاً وموقناً بفرج الله -سبحانه- رغم كلّ ما مرّ به من المصاعب، وقد فقد النبي يعقوب بصره من شدّة ما واجهه من الحزن والفقد، ورغم ذلك ظلّ متمسِّكاً بحبل الصبر ومحسناً ظنّه بالله -سبحانه-، ومن المواقف التي تدلّ على ذلك:[٨]
- صبره وتوكّله على الله -تعالى- لمّا فقد يوسف -عليه السلام- وأخيه، قال -تعالى-: (وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ).[٩]
- حكمته في التعامل مع أبنائه بمنهج النبوّة، وعلمه بطبائعهم وما في نفوسهم، ونصحه إياهم، ومن ذلك ما قاله لابنه يوسف -عليه السلام-: (قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ).[١٠]
- عدم يأسه وإحسان ظنّه بالله -تعالى- ويقينه بالفرج، إذْ لما فقد ابنه الثاني قال لأبنائه: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ).[١١]
- حِلمُه عندما طلب منه أبناؤه أن يستغفر لهم ويُسامحهم لمّا عاد يوسف -عليه السلام- وأخيه، فقال لهم: (قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ).[١٢]
المراجع
- ↑ سورة هود، آية:71
- ↑ "التسلسل الزمني لبعثة الأنبياء والرسل عليهم السلام"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 1/2/2023. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:136
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:7542، صحيح.
- ↑ وهبة الزحيلي، التفسير المنير، صفحة 319، جزء 1. بتصرّف.
- ^ أ ب العماد الأصبهاني، البستان الجامع لجميع تواريخ أهل الزمان، صفحة 66. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:132
- ^ أ ب أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 184-185. بتصرّف.
- ↑ سورة يوسف، آية:18
- ↑ سورة يوسف، آية:5
- ↑ سورة يوسف، آية:87
- ↑ سورة يوسف، آية:98