حوض النبي محمد في الجنة

أكرم الله -تعالى- نبيّه -عليه الصلاة والسلام- بحوضٍ له في الجنة كما ثبت في الأحاديث المتواترة الصحيحة، واسمه نهر الكوثر الوارد ذكر في قول الله -تعالى-: (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ*فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ*إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)،[١] وأخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (بيْنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ يَومٍ بيْنَ أظْهُرِنَا إذْ أغْفَى إغْفَاءَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا، فَقُلْنَا: ما أضْحَكَكَ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَةٌ فَقَرَأَ: بسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إنَّا أعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ*فَصَلِّ لِرَبِّكَ وانْحَرْ*إنَّ شَانِئَكَ هو الأَبْتَرُ، ثُمَّ قالَ: أتَدْرُونَ ما الكَوْثَرُ؟ فَقُلْنَا اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: فإنَّه نَهْرٌ وعَدَنِيهِ رَبِّي عزَّ وجلَّ، عليه خَيْرٌ كَثِيرٌ)،[٢] ويجب على المسلم الإيمان به وإثبات وجوده كما أخبر الرسول -عليه الصلاة والسلام-.[٣]


من أول من يشرب من حوض النبي؟

ذكر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أول مَن يشرب من حوضه في الجنة وهم على صنفَين بيانهما آتياً:[٤][٥]

  • الفقراء من المهاجرين: فالفقراء من مسلمي المهاجرين الذين صبروا وتحمّلوا في سبيل الدعوة أول مَن يشرب من حوض النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، استدلالاً بما ورد عن ثوبان مولى الرسول عنه -عليه الصلاة والسلام-: (أنَّ حَوْضِي ما بين عَدْنٍ إلى عُمانَ أَكْوَابُهُ عَدَدُ النُّجُومِ ماؤُهُ أَشَدُّ بَياضًا مِنَ الثَّلْجِ وأَحْلَى مِنَ العَسَلِ وأكثرُ الناسِ وُرُودًا عليهِ فُقَرَاءُ المُهاجِرِينَ قُلْنا: يا رسولَ اللهِ صِفْهُمْ لَنا؟ قال: شُعْثُ الرؤوسِ دُنْسُ الثِّيابِ، الذينَ لا يَنْكِحُونَ المُتَنَعِّماتِ ولا تُفْتَحُ لهُمُ السُّدَدُ، الذينَ يُعْطُونَ ما عليهم، ولا يُعْطَوْنَ ما لهُمْ).[٦]
  • المسلمون من أهل اليمن: والدليل على أنّ أهل اليمن أول مَن يشربون من حوض النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، ما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن ثوبان عن الرسول -عليه السلام-: (إنِّي لَبِعُقْرِ حَوْضِي أَذُودُ النَّاسَ لأَهْلِ اليَمَنِ، أَضْرِبُ بعَصَايَ حتَّى يَرْفَضَّ عليهم)،[٧] وفسّر الإمام النوويّ -رحمه الله- الحديث السابق قائلاً: (أطرد الناس عنه غير أهل اليمن، وهذه كرامةٌ لأهل اليمن في تقديمهم في الشرب منه؛ مُجازاةً لهم بحُسن صنيعهم، وتقدّمهم في الإسلام فيدفع غيرهم حتى يشربوا، كما دفعوا في الدنيا عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أعداءه والمكروهات).


صفة حوض النبي

ذكر النبيّ -عليه الصلاة والسلام- صفة حوضه، فلونه أبيض أشدّ من بياض اللبن، وطعمه أحلى من طعم العسل، وأنّ مَن يشرب منه لا يعطش ولا يظمأ بعده أبداً، وعدد أكوابه بعدد نجوم السماء، كما ثبت في الصحيح عنه -عليه السلام-: (قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، ما آنِيَةُ الحَوْضِ قالَ: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ لَآنِيَتُهُ أَكْثَرُ مِن عَدَدِ نُجُومِ السَّمَاءِ وَكَوَاكِبِهَا، أَلَا في اللَّيْلَةِ المُظْلِمَةِ المُصْحِيَةِ، آنِيَةُ الجَنَّةِ مَن شَرِبَ منها لَمْ يَظْمَأْ آخِرَ ما عليه، يَشْخَبُ فيه مِيزَابَانِ مِنَ الجَنَّةِ، مَن شَرِبَ منه لَمْ يَظْمَأْ، عَرْضُهُ مِثْلُ طُولِهِ، ما بيْنَ عَمَّانَ إلى أَيْلَةَ، مَاؤُهُ أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ، وَأَحْلَى مِنَ العَسَلِ).[٨][٩]


المراجع

  1. سورة الكوثر، آية:1-3
  2. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:400، صحيح.
  3. بد الله بن محمد الغنيمان، شرح العقيدة الواسطية، صفحة 3. بتصرّف.
  4. "أول من يشرب من حوض النبي صلى الله عليه وسلم"، إسلام ويب، 16/4/2020، اطّلع عليه بتاريخ 19/8/2021. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين، فتاوى واستشارات الإسلام اليوم، صفحة 445. بتصرّف.
  6. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن ثوبان مولى الرسول صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم:3184، صحيح.
  7. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ثوبان مولى الرسول صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم:2301، صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:2300، صحيح.
  9. "حوض النبي صلى الله عليه وسلم"، إسلام ويب، 24/6/2002، اطّلع عليه بتاريخ 19/8/2021. بتصرّف.