بعث الله تعالى رسله -عليهم السلام لدعوة الناس إلى توحيده وإخلاص العبوديّة له، وحتّى يقيموا الحجة على الناس كما جاء في قوله تعالى: (رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّـهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)،[١] وفيما يلي بيانٌ لوظائف الرسل التي بعثهم الله تعالى لأدائها وكلّفهم بها.


وظائف الرُّسل

كلّف الله -عزّ وجلّ- الرسل بوظائف وألزمهم بمهام؛ لقيام بها، وتتمثّل هذه المهام والوظائف في الآتي:[٢][٣]

  • تبيلغ الرسالة عن الله تعالى: فالرُسل مؤتمون على تأدية رسالة الله للناس وتبليغها، وتلاوة ما أوحاه الله إليهم دون نقصٍ أو زيادةٍ، وتبيين أوامر الوحي وتوضيحها للناس بالقول أو بالفعل، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّـهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّـهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ).[٤]
  • الدعوة إلى الله تعالى: فالرسل جاءوا بما فيه صلاح الناس، ودعوتهم هي دعوة الحقّ؛ لذلك هم مأمرون بتبليغ دعوة الله للناس وتوضيحها لهم، قال الله تعالى: (وَدَاعِيًا إِلَى اللَّـهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا).[٥]
  • التبشير والإنذار: من وظائف الرسل -عليهم السلام- تبشير المؤمنين بما أعدّه الله تعالى لهم من الخيرات والمسرّات، وإنذار وتحذير من ضلّ السبيل من عقوبة الله الشديدة التي ستنال من ينحرف عن دعوة الله تعالى ويكفر أو يشرك به.
  • تزكية النفوس وإصلاحها: وذلك بإخراج الرسل للناس من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد، وتعليم الناس تعاليم الدين التي تزكّي نفوسهم، من خلال تعريفهم بخالقهم وصفاته وما يرضيه من الأعمال وما يغضبه، ودلالتهم على السبيل التي توصلهم إلى رضا الله تعالى.
  • تعديل الأفكار المنحرفة عن طريق الحق: من الوظائف التي بعث الله الرسل لأدائها؛ تقويم الناس وتصحيح طريقهم، ونبذ الأفكار الضّالة عندهم، وإرشادهم إلى التمسّك بطريق الحقّ، والبُعد عن مداخل الشيطان، وعن أي أمرٍ قد يؤثر في عقيدتهم.
  • إقامة الحُجة على الناس: فإرسال الرُسل حجّةٌ يقيمها الله تعالى على الناس يوم القيامة؛ لأنّ إرسالهم دليلٌ واضحٌ يُقام على الناس أنّهم قد تبلّغوا بدعوة الله تعالى ووصلتهم.
  • سياسة الأمّة وحكمها: فالرسل -عليهم السلام- كانوا يحكمون بين الناس، ويقودون الأمّة في حال حربها وسلمها، ويتوّلون القضاء بين الناس، ويقومون برعاية مصالحهم، وذلك كلّه وفق شرع الله تعالى وأوامره.


خِصال الرُسل الخاصة بهم

اختصّ الله تعالى رُسله -عليهم السلام- بميّزات وخِصال ميّزهم فيها عن غيرهم من الناس، ومِن هذه الخِصال والسمات التي اختُصّ بها الرُسل -عليهم السلام- عن غيرهم ما يلي:[٦]

  • الوحي والرسالة: فقد اصطفى الله تعالى رسله من بين البشر؛ بإنزال رسالةٍ عليهم كما جاء في قوله تعالى: (اللَّـهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّـهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)،[٧] وبأن أوحى إليهم.
  • العصمة: ومعنى العصمة أنّ الرسل -عليهم السلام- مصانون من الخطأ فيما يبلغونه عن الله تعالى من العقيدة والأحكام، وهم مسدّدون ومصوّبون منه سبحانه وتعالى.
  • الرسل لا يورثون بعد موتهم.
  • الرسل لا تُنكح زوجاتهم من بعدهم
  • الرسل يدفنون حيث يموتون.
  • الرسل أحياءٌ في قبورهم يصلّون.


المراجع

  1. سورة سورة النساء، آية:165
  2. "الفصل الأول: وظائف الرسل ومهماتهم"، الدرر السنية الموسوعة العقدية، اطّلع عليه بتاريخ 15/9/2021. بتصرّف.
  3. عمر الأشقر، الرسل والرسالات، صفحة 43-54. بتصرّف.
  4. سورة المائدة، آية:67
  5. سورة الأحزاب، آية:46
  6. محمد بن ابراهيم التويجري، كتاب مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 80-81. بتصرّف.
  7. سورة الحج، آية:75