لقب هود عليه السّلام

لم تورد المصادر لقبًا خاصًّا بهود -عليه السّلام- إلّا اسمه؛ حيث قيل إنّه هود بن شالخ وقيل عابر بن شالخ،[١] وكذلك ما جاء في القرآن الكريم من وصفٍ له تبعًا لقومه فذكرته الآيات باسم "أخي عاد" كما في قول الله تعالى: "وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّـهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ"،[٢] وفي قوله تعالى: "وَإِلى عادٍ أَخاهُم هودًا قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللَّـهَ ما لَكُم مِن إِلـهٍ غَيرُهُ أَفَلا تَتَّقونَ".[٣][٤]


هود عليه السّلام

هو نبي الله تعالى هود بن شالخ بن أرفخشيد بن سام بن نوح عليهما السّلام، وقيل هو عابر بن شالخ بن سام بن نوح، وقيل إنّ اسمه هود بن عبد الله بن عبد الله بن رباح بن الجارود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح عليهما السّلام،[١] وهود من قبيلة عادٍ وإليهم أرسل،[٥] وجاء هودٌ بعد نوحٍ عليهما السّلام، وولد بعده بثلاثمئة سنةٍ، وقيل إنّه عاش مئةً وخمسين سنةً، وقبره في مدينة حضرموت،[٦] وهود أحد أنبياء الله العرب، وقد ورد ذكر اسمه في القرآن الكريم وحملت إحدى سور القرآن اسمه عليه السّلام.[٧]


قوم هود عليه السّلام

قوم هودٍ هم عاد، من أقدم أقوام العرب الذين يرجع نسبهم إلى عاد بن عوص بن أرم بن سام، وكانوا يسكنون الأحقاف كما جاء في قوله تعالى: "وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ"،[٨] على خلافٍ بين المؤرخين في تحديد موضعها، وما عليه أكثر المؤرّخين المسلمين أنّها في الشمال الشرقيّ من حضرموت، واقترن ذكر عاد بنبيهم هود في القرآن الكريم، وورد ذكرهم في أربعةٍ وعشرين موضعًا من القرآن الكريم، وأنعم الله تعالى عليهم بنعمٍ عديدةٍ؛ فقد كانوا يتمتّعون بعيشِ طيّبٍ من بساتين وأنهارٍ وعيون وأنعام وماشيةٍ كما في قوله تعالى: "أَمَدَّكُم بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ* وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ"،[٩] وسخّر لهم ما يمكّنهم من الصناعة؛ قال تعالى: "أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ* وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ"،[١٠] ومتّعهم بقوّة البنية والجسم، لكنّهم رغم هذه النعم استكبروا واغترّوا بقوّتهم، وكانوا أوّل من اتّخذ الأوثان وعبدوها بعد قوم نوحٍ؛ فبعث الله تعالى لهم هودًا يدعوهم إلى عبادة الله تعالى وتوحيده، وقابلوا دعوة هودٍ -عليه السّلام- بالإنكار والصدّ، وحذّرهم من أن يحلّ فيهم عذاب الله تعالى؛ فلم يستجيبوا، فأنزل الله تعالى عليهم عذابًا تمثّل بريحٍ شديدةٍ استمرّت سبع ليالٍ وثمانية أيّامٍ، لم يستطيعوا أن يحتموا منها؛ حيث كانت تدخل عليهم البيوت والقصور ومغارات الجبال، قال الله تعالى في عاقبة عادٍ: "وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ* سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ* فَهَلْ تَرَى لَهُم مِّن بَاقِيَةٍ"؛[١١] فكانت هذه الريح سبب هلاكهم وإبادتهم.[١٢][١٣][١٤]


المراجع

  1. ^ أ ب ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 282.
  2. سورة الأحقاف، آية:21
  3. سورة الأعراف، آية:65
  4. المفصّل في تاريخ العرب قبل الإسلام، جواد علي، صفحة 310. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 802. بتصرّف.
  6. العماد الأصبهاني، البستان الجامع لجميع تواريخ أهل الزمان، صفحة 62. بتصرّف.
  7. مجموعة من المؤلفين، موجز دائرة المعارف الإسلامية، صفحة 10080. بتصرّف.
  8. سورة الأحقاف، آية:21
  9. سورة الشعراء، آية:133-134
  10. سورة الشعراء، آية:128-129
  11. سورة الحاقة، آية:6-8
  12. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 56. بتصرّف.
  13. أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السّلام، صفحة 79-80. بتصرّف.
  14. عبد العزيز صالح، تاريخ شبه الجزيرة العربية في عصورها القديمة، صفحة 137. بتصرّف.