عيسى -عليه السلام- نبي من الأنبياء السابقين للنبيّ محمد عليه الصلاة والسلام، ولم يكن بينهما نبيٌّ، وهو من أولي العزم من الرسل، بعثه الله تعالى إلى بني إسرائيل، وقد ولد بكلمة من الله، من مريم ابنة عمران التي بشّرتها الملائكة بأنّ الله سيهب لها ولدًا، يخلقه بكلمة كن فيكون، وهذا الولد اسمه المسيح عيسى ابن مريم، وسيكون وجيهاً في الدنيا والآخرة، ورسولاً إلى بني إسرائيل، له من الصفات والمعجزات ما ليس لغيره.[١]


رفع الله لعيسى عليه السلام

رفع الله -تبارك وتعالى- نبيّه الكريم عيسى -عليه السلام- إلى السماء عنده؛ لحمايته من كيد قومه وشرهم،[٢]، قال الله تعالى: (إِذْ قَالَ اللَّـهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)؛[٣] وقد حاول قوم عيسى -عليه السلام- قتله غدرًا؛ ولذلك رفعه الله تعالى إلى السماء؛ حتى يردِّ مكرهم وغدرهم، فشُبِّه لهم أحدٌ يشبه عيسى -عليه السلام- فقتلوه وصلبوه ظنًّا منهم أنَّهم قتلوا عيسى عليه السلام، وقد اختلفت الروايات في كيفيّة رفع الله تعالى لعيسى عليه السلام؛ فمنها ما يقول أنّ الله تعالى رفع عيسى -عليه السلام- إليه روحًا وجسدًا، وهو قول جمهور المفسّرين، وقيل في رواياتٍ أخرى إنّه رُفع روحًا فقط، إلّا أنّ الثابت والمتّفق عليه في الشريعة الإسلاميّة؛ أنّ عيسى -عليه السلام- لم يُقتل ولم يُصلب، وسيعود في آخر الزمان لإحقاق الحقّ، قال الله تعالى: (وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّـهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا* بَل رَّفَعَهُ اللَّـهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّـهُ عَزِيزًا حَكِيمًا).[٤][٥]


معجزات عيسى عليه السلام

أيّد الله تعالى عيسى -عليه السلام- بعددٍ من المعجزات العظيمة، ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم، حاجج فيها عيسى -عليه السلام- قومه، وكانت دليلًا على صدق نبوّته، قال الله تعالى: ﴿وَيُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ *وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾،[٦] ويمكن إجمال معجزات عيسى -عليه السلام- في الآتي:[٧]

  • الولادة من غير أبٍ.
  • كلامه وهو صغيرٌ في المهد.
  • تشكيله من الطين صورة طير؛ فينفخ فيه فيصبح طيرًا بإذن الله تعالى.
  • شفاء الأكمه والأبرص بإذن الله تعالى.
  • إحياء الموتى بإذن الله تعالى.
  • إنباء قومه بطعامهم وشرابهم الذي يأكلونه، ومعرفته بما يدّخرون في بيوتهم وإخبارهم به.
  • إنزال المائدة من السماء لمّا طلب منه قومه ذلك.


المراجع

  1. محمد بن إبراهيم التويجري (23/2/2001)، "نبذة عن نبي الله عيسى عليه السلام"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 13/9/2021. بتصرّف.
  2. ابن كثير، كتاب البداية والنهاية، صفحة 507. بتصرّف.
  3. سورة آل عمران، آية:55
  4. سورة النساء، آية:158-157
  5. محمد محمود حجازي، التفسير الواضح، صفحة 455-456. بتصرّف.
  6. سورة آل عمران، آية:49-48
  7. أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 470-471. بتصرّف.