مدة مكوث يونس عليه السلام في بطن الحوت

تعدّدت الأخبار وأقوال العلماء في المدّة التي لبثها نبيّ الله يونس -عليه السلام- في بطن الحوت؛ إذ لم يرد نصٌّ من القرآن الكريم أو السنّة الشريفة يذكر المدّة على وجه التحديد، وأمّا أقوال العلماء في مدّة لبث يونس في الحوت، فبيانها آتيًا:[١]

  • أنّه لبث ثلاثة أيَّامٍ: ونُقل هذا القول عن قتادة.
  • أنّه لبث سبعة أيَّامٍ: ونُقل هذا القول عن جعفر الصادق.
  • أنّه لبث أربعين يومًا: ونُقل هذا القول عن أبي مالك.
  • أنّ الحوت التقمه في الضحى ولفظه وأخرجه عشاءً: ونقل هذا القول مجاهد عن الشعبيّ.


قصة يونس في بطن الحوت

ركوب يونس البحر

بعث الله -تعالى- نبيّه يونس لدعوة قومٍ من أهل نينوى في مدينة الموصل، وبعد دعوته لهم إلى الإيمان بالله -تعالى- وتوحيده؛ استكبروا لم يستجيبوا لدعوته، وحين رأوا علامات عذاب الله -تعالى- تقترب منهم، تركهم يونس -عليه السلام- وذهب غاضبًا منهم، واتّجه إلى البحر، وركب في سفينة وارتحل مع من فيها، وأثناء إبحار السفينة علا الموج وثقلت السفينة بحملها؛ فقرّر راكبوها أن يجروا قرعةً ويلقوا من تخرج عليه القرعة في البحر؛ فوقعت القرعة على يونس -عليه السلام-، وألقوه في البحر.[٢]


يونس في بطن الحوت

بعد أن وقعت القرعة على نبيّ الله يونس -عليه السلام-، وأُلقي من السفينة إلى البحر؛ ابتلعه الحوت، ولبث نوحٌ في بطن الحوت، وكانت رحمة الله -تعالى- به بأن أمر الحوت أن لا يأكل لحمه أو يكسر عظمه؛ فلم يُصب في بطن الحوت بمكروهٍ، وفي ظلمات بطن الحوت التجأ يونس -عليه السلام- إلى دعاء الله -تعالى- وذكره، فكان دعاؤه كما جاء في قول الله -تعالى-: (فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ).[٣][٤]


نجاة يونس من بطن الحوت

بعد مناجاة يونس -عليه السلام- ودعائه في بطن الحوت، نجّاه الله -تعالى- ممّا هو فيه؛ فأمر الحوتَ أن يلفظه، وألقاه على شاطئ جزيرةٍ، وكان متعبًا جائعًا؛ فأنبت الله -تعالى- له شجرةً من يقطينٍ، قال بعض المفسّرين فيها إنّها كلّ شجرةٍ تنبت على الأرض بلا ساقٍ، ومنهم من قال هو القرع، وذهب العلماء إلى أنّ الله -تعالى- بعد نجاة يونس -عليه السلام- واستعادة عافيته، أرسله مرَّةً أخرى لدعوة قومٍ آخرين، وقيل دعوة قومه نفسهم وتذكيرهم؛ فآمنوا واستجابوا لدعوته، قال الله -تعالى-: (فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ* وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ* وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ* فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ).[٥][٤]


الدروس المستفادة من قصة يونس في بطن الحوت

حفلت قصّة يونس -عليه السلام- في بطن الحوت بأحداثٍ مليئةٍ بالعبر والدروس التي تُفيد المسلم في حياته، ومن هذه العبر والدروس ما يأتي:[٦]

  • النهي عن الغضب: لأنّ الغضب قد يؤدّي بالإنسان إلى التسرّع والقيام بتصرّفٍ غير حكيمٍ أو مناسبٍ.
  • الصبر على الدعوة: فإنّ الواجب على الداعية أن يصبر على دعوة الآخرين، ولا يعجل عليهم، أو يدفعه عدم استجابتهم إلى ترك الدعوة.
  • اللجوء إلى الله تعالى: فاللجوء إلى الله -تعالى- سببٌ للنجاة من الغم وتفريج الكرب، قال تعالى عن يونس -عليه السلام-: (فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ* لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ).[٧]


المراجع

  1. سعيد حوى، الأساس في التفسير، صفحة 4732. بتصرّف.
  2. محمد خليل ملكاوي، عقيدة التوحيد في القرآن الكريم، صفحة 219-220. بتصرّف.
  3. سورة الأنبياء، آية:87
  4. ^ أ ب أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 258-260. بتصرّف.
  5. سورة الصافات، آية:145-148
  6. عبد الله بن عبده نعمان العواضي (2/9/2018)، "قصة يونس عليه السلام: دروس وعبر"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2/8/2022. بتصرّف.
  7. سورة الصافات، آية:143-144