الروايات التي ذكرت عمر يوسف عليه السلام

تعدّدت الروايات والأخبار الورادة في عمر يوسف -عليه السلام-؛ فقيل إنّ نبي الله يوسف -عليه السلام- كان عمره حين وافته المنيّة مئةٌ وعشرون سنةً، وقيل توفّي وعمره مئةٌ وعشر سنين كما جاء في التوراة، ولم يرد في نصٍّ من القرآن الكريم أو صحيح السنّة النبويّة عن عمر يوسف -عليه السلام-، ومن المؤرّخين والعلماء من يُقدّر أنّ يوسف -عليه السلام- كان عمره سبعة عشر عامًا حين أُلقي في البئر، وغاب عن أبيه ثمانين سنةً حتّى جُمع به وبإخوته، وعاش بعدها معه ثلاثًا وعشرين سنةً؛ فيكون عمره مئةٌ وعشرون سنةً والله -تعالى- أعلم.[١]


الروايات في وفاة يوسف ودفنه

لم تجزم الأخبار والروايات المنقولة عن وفاة نبيّ الله يوسف -عليه السلام- حول تفاصيل وفاته ومكان قبره، وممّا نُقل في ذلك أنّ يوسف -عليه السلام- بعد أن أتمّ الله -تعالى- عليه نعمه بأن آتاه الملك والحكم في مصر، وجمعه بوالده يعقوب وإخوته عقب سنواتٍ طويلةٍ؛ تمنّى وأحبّ لقاء الله -تعالى- كما جاء في قوله تعالى على لسان يوسف: (رَبِّ قَد آتَيتَني مِنَ المُلكِ وَعَلَّمتَني مِن تَأويلِ الأَحاديثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالأَرضِ أَنتَ وَلِيّي فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ تَوَفَّني مُسلِمًا وَأَلحِقني بِالصّالِحينَ)،[٢] وقيل إنّ يوسف -عليه السلام- قال ذلك حين حضرته الوفاة، وكان -عليه السلام- قد أوصى إخوته بأن يخرجوه إذا خرجوا من مصر ويدفنوه حيث قبر أبيه يعقوب وأجداده إسحاق وإبراهيم -عليهم السلام-.[٣]


ويُروى أنّ يوسف -عليه السلام- بعد وفاته وُضع في تابوتٍ مطليٍّ بالرصاص، وألقي في نهر النيل، وقيل دُفن قربه، وفي زمن نبيّ الله موسى -عليه السلام- حمله معه، ودفنه قرب قبر أبيه وأجداده -عليهم السلام- في بلاد الشام، حيث تذكر بعض الروايات أنّ قبرهم في بلاد الشام،[١] تحديدًا في البلاد المقدّسة، قيل في مدينة نابلس، وقيل في مدينة الخليل،[٤] ولم يأت نصٌّ شرعيٌّ من القرآن الكريم أو السنّة النبويّة على ذكر موضع قبر يوسف -عليه السلام- أو غيره من الأنبياء، بل إنّه لا يُعلم بصورةٍ جازمةٍ موضع قبرٍ من قبور الرسل والأنبياء سوى النبيّ محمد -عليه الصلاة والسلام-.[٥]


دروسٌ من حياة يوسف عليه السلام

حفلت حياة نبيّ الله يوسف -عليه السلام- بمراحلها المختلفة بدروسٍ وعبرٍ عظيمةٍ، تفيد المسلم في حياته ودعوته، ومن أبرز هذه الدروس ما يأتي:[٦]

  • ضرورة العدل في المعاملة بين الأبناء؛ لأنّ عدم العدل بينهم قد يؤدّي إلى كيد بعضهم لبعضٍ كما حصل مع إخوة يوسف -عليه السلام-.
  • خشية الله -تعالى- في السر والعلن، والبعد عن مواطن الريبة والشبهة؛ كما ابتعد يوسف -عليه السلام- وهرب ممّا دعته إليه امرأة العزيز من الفاحشة، فاختار يوسف السجن، وكان أهون عنده من معصية الله -تعالى-.
  • الصبر على الشدائد طريقٌ للفرج بإذن الله؛ كما صبر يعقوب على فراق يوسف -عليهما السلام-، وصبر يوسف على ظلم السجن.
  • وجوب شكر الله -تعالى- على النعم، ونسبة الفضل له -سبحانه وتعالى-؛ كما شكر يوسف -عليه السلام- الله -تعالى- على نعمة اجتماعه بأهله بعد طول غيابٍ، وعلى أن آتاه الملك بعد أن كان في السجن.

المراجع

  1. ^ أ ب أبو عبيد البكري، المسالك والممالك، صفحة 110-111. بتصرّف.
  2. سورة يوسف، آية:101
  3. ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 219-220. بتصرّف.
  4. "لماذا دُفن سيدنا يوسف عليه السلام فى قاع النيل؟ ولماذا لم يدفن في الأرض؟ من النبي الذي أخرجه؟"، طريق الإسلام، 25/2/2021، اطّلع عليه بتاريخ 4/8/2022. بتصرّف.
  5. ابن تيمية، مجموع الفتاوى، صفحة 444. بتصرّف.
  6. أ. د. عبد الله بن محمد الطيار (10/8/2010)، "دروس وعبر من قصة يوسف عليه السلام"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 4/8/2022. بتصرّف.