قصة سيدنا يعقوب عليه السلام مع ملك الموت

جاء في المصادر التاريخية عدّة أخبار نقلت قصة سيدنا يعقوب مع ملك الموت -عليهما السلام-؛ وعلى الرغم من عدم تحقق صحة ثبوتها أو نفيها؛ إلا أنّ عدداً من أهل السير والتراجم أوردوها في كتابهم، وذلك على النحو الآتي:

ملك الموت ووصية يعقوب عليه السلام

ورد في الأثر أنّ سيدنا يعقوب -عليه السلام- كان بينه وبين ملك الموت صحبة ومؤاخاة، فكان كلّما رآه فيه بيته يسأله إن كان قد جاء زائراً أو قابضاً؛ يقصد بذلك قبض الروح بأمر الله -تعالى-، وذات مرّة طلب سيدنا يعقوب -عليه السلام- من ملك الموت أن يرسل له قبل موته رسولاً أو رسولين؛ حتى يعلم بدنوِّ الأجل؛ ولمّا كان ذلك الموعد وجاء ملك الموت ليقبض روحه؛ احتجّ نبي الله يعقوب على ملك الموت بأنّه لم يبعث له أيّ رسول؛ فأجابه ملك الموت بأنّه بعث إليه بثلاثة رسل؛ مبيّناً أنّها: "بَيَاضَ شَعْرِكَ بَعْدَ سَوَادِه، وَضَعْفَ بَدَنِكَ بَعْدَ قُوَّتِه، وَانحِنَاءَ ظَهْرِكَ بَعْدَ اسْتِقَامَتِه".[١]


ملك الموت وسؤال يعقوب عليه السلام

روت بعض الكتب أنّ ملك الموت استأذن الله -سبحانه- لمجيء سيدنا يعقوب -عليه السلام-؛ بعد فقد ابنه يوسف -عليه السلام-، وقد كان بين ملك الموت ونبي الله يعقوب محبة كبيرة -عليهما السلام-، ولمّا جاء ملك الموت سأله سيدنا يعقوب -عليه السلام- إن كان قد قبض روح يوسف ليطمئن عليه؛ فأخبره بأنّه لم يكن من بين النّفوس التي قبضها، ثمّ علّمه بعض الكلمات التي يدعو بها، فلمّا كان الغد جاءه البشير بالقميص فألقاه على وجهها؛ وارتدّ بعدها بصيراً.[٢]


وصية يعقوب عليه السلام لأبنائه

ولمّا حضرت الوفاة يعقوب -عليه السلام- جمع إليه أبنائه؛ وأخذ يوصيهم بالتوحيد، والتّمسك بملّة آبائه من الأنبياء، وقد خلّد القرآن الكريم هذا المشهد العظيم؛ حيث قال -تعالى-: (وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ* أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ).[٣][٤]


وفاة يعقوب عليه السلام

نُقل عن كعب الأحبار أنّ سيدنا يعقوب -عليه السلام- مكث بمصر عشر سنوات بعد مجيئه إليها عندما دعاه ابنه يوسف -عليه السلام-، وبعدها أوصى ابنه يوسف -عليه السلام- أن يدفنه في جبل حبرون في بيت المقدس؛ فلمّا توفي دُفن في مصر ثلاث سنوات ثم أمر يوسف -عليه السلام- الأطباء بتطييبه، وبعدها نُقل إلى جبل حبرون ودفن عند آبائه إبراهيم وإسحاق -رضي الله عنهما-،[٥] كما ذكرت المصادر أنّ أهل مصر بكوا موت سيدنا يعقوب -عليه السلام- سبعين يوماً لشدّة محبتهم له، وحزنهم على فقده.[٦]



مواضيع أخرى:

لماذا فقد النبي يعقوب بصره؟

ماذا فعل إخوة يوسف به؟

المراجع

  1. ياسر الحمداني ، موسوعة الرقائق والأدب، صفحة 285-286. بتصرّف.
  2. الجلال السيوطي، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، صفحة 582، جزء 4. بتصرّف.
  3. سورة البقرة، آية:132-133
  4. منقذ السقار، تعرف على الإسلام، صفحة 5. بتصرّف.
  5. العباسي الصفدي، نزهة المالك والمملوك في مختصر سيرة من ولي مصر من الملوك، صفحة 50. بتصرّف.
  6. أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 186. بتصرّف.