نبي الله نوح -عليه السلام- هو أبو البشرية الثاني، وأوّل أولي العزم من الرسل، اصطفاه الله تعالى بالنبوّة والرسالة؛ فبعثه بعد أن انتشرت عبادة الأصنام بين الناس، وصنعوا منها ما هو على هيئة رجالٍ صالحين كانوا بينهم،[١] وتاليًا تعريفٌ بقصة نبيّ الله نوح -عليه السلام- وأبرز المواقف في دعوته.


قصة نوح عليه السلام

دعوة نوح لقومه

تطاول الزمن بعد آدم عليه السلام، وابتعد الناس عن عبادة الله وتوحيده، وفشت فيهم عبادة الأصنام، وعمدوا إلى تشكيل أصنامٍ على هيئة رجالٍ صالحين كانوا فيهم، وهم: ودّ، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر؛ فبعث الله تعالى فيهم نبيّه نوح عليه السلام، ولقي نوح -عليه السلام- ما لم يلقه أحدٌ من الأنبياء من التكذيب والإيذاء والإعراض عن دعوته، واستمرّت دعوتهما ما يقرب من ألف عامٍ، فأعرضوا عنها وتمادوا في الاستكبار، رغم ما وعدهم به من النعم المادية المتنوعة في الأموال والأولاد، والأجر والثواب في الآخرة، ولكنهم استمرّوا في رفضهم ومعاندتهم، ولم يؤمن مع نوح -عليه السلام- إلّا قلةٌ.[٢][٣]


بناء نوحٍ للسفينة

بعد أن حاول نوحٌ -عليه السلام- دعوة قومه مرارًا، وبذل جهده في هدايتهم، إلّا أنّهم لم يستجيبوا له واتّهموه بالكذب وخفّة العقل، وطلبوا منه أن يطرد الضعفاء الذين آمنوا معه؛ لكِبرهم واستعلائهم؛ أمر الله تعالى نوحًا -عليه السلام- بصنع السفينة، فاستجاب لأمر الله وبدأ بصناعتها، وكان الناس من قومه يمرّون عليه ويستهزئون به، ويتعجبون منه؛ لصنعه السفينة على اليابسة، لكنه لم يأبه لسخريتهم وتعجّبهم، واستمر في بناء السفينة، وأمر الله تعالى نوحًا -عليه السلام- إذا رأى الماء قد فار على وجه الأرض، أن يحمل في السفينة من آمن معه وزوجين اثنين من الحيوانات.[٣]


الطوفان الذي أغرق قوم نوح

حين حان وقت هلاك المكذّبين لنوح عليه السلام؛ أمر الله تعالى السماء فأنزلت مطرًا غزيرًا، وأمر الأرض فتفجّرت منها العيون، وامتلأت الأرض بالماء، وعلا الطوفان حتّى أشبهت الأمواج في حجمها الجبال، وكان نوحٌ -عليه السلام- ومن آمن معه وأزواج الحيوانات حينها على ظهر السفينة، وعامت السفينة بركّابها محاطةً بعناية الله ورعايته؛ فنجا نوح -عليه السلام- ومن كان معه في السفينة، وغرق البقيّة الذي استكبروا ولم يؤمنوا بدعوة نوح، قال تعالى: (فَأَنجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ).[٤][١]


قصة نوح مع ابنه

كان لنوحٍ -عليه السلام- ابنٌ كافرٌ مُصرٌّ على كفره، قيل إنّ اسمه كنعان، وقد دعاه نوحٌ -عليه السلام- للإيمان والالتحاق معه ومع من آمن في السفينة؛ لينجوا من عقاب الله، وكان يقف في معزلٍ عن السفينة؛ أي في ناحيةٍ بعيدة عنها، إلّا أنّه رفض دعوة أبيه، وظنّ أنّه إذا أوى إلى جبلٍ سينجو ويحتمي من عذاب الله، وحال بين نوحٍ وابنه الموج، وكانت عاقبته الغرق كسائر المستكبرين الرافضين لدعوة نوح عليه السلام.[٥]

الدروس والعبر المستفادة من قصة نوح

حفلت قصّة نوحٍ -عليه السلام- بدروسٍ وعبرٍ كثيرةٍ، منها ما يلي:[٦]

  • ضرورة الصبر في سبيل الدعوة إلى الله تعالى، والصبر على ما يلاقيه الإنسانٌ من أذى في دعوته.
  • النصح للآخرين والخوف على عاقبتهم والحرص على هدايتهم.
  • الشجاعة في قول الحقّ والدعوة إليه، وعدم الخوف من أهل الباطل.
  • اليقين بأنّ العاقبة للمؤمنين المتّقين.
  • التّأكّد من أنّ النسب والقرابة والمال والجاه لا وزن لهم في نظر الشرع؛ إنّما العبرة بالإيمان والعمل الصالح.

المراجع

  1. ^ أ ب أحمد أحمد غلوش، كتاب دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 59-60. بتصرّف.
  2. وهبة الزحيلي، التفسير الوسيط للزحيلي، صفحة 742. بتصرّف.
  3. ^ أ ب
  4. سورة العنكبوت، آية:15
  5. الواحدي، كتاب الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، صفحة 521.
  6. "قصة نوح عليه السلام في القرآن"، إسلام ويب، 23/09/2016، اطّلع عليه بتاريخ 24/10/2021. بتصرّف.