قوم صالح

أرسل الله -تعالى- نبيّه صالح -عليه الصلاة والسلام- إلى قوم ثمود يرغّبهم بتوحيد الله ويحذّرهم من الإشراك به بعبادة الأصنام التي عكفوا عليها، وقد أيّده الله بمعجزة الناقة الدالّة على صدقه في رسالته إذ أخرجها -سبحانه- من الصخور، قال -عزّ وجلّ-: (وَإِلى ثَمودَ أَخاهُم صالِحًا قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللَّـهَ ما لَكُم مِن إِلـهٍ غَيرُهُ قَد جاءَتكُم بَيِّنَةٌ مِن رَبِّكُم هـذِهِ ناقَةُ اللَّـهِ لَكُم آيَةً فَذَروها تَأكُل في أَرضِ اللَّـهِ وَلا تَمَسّوها بِسوءٍ فَيَأخُذَكُم عَذابٌ أَليمٌ)،[١] إلّا أنّ القوم لم يؤمنوا برسالة نبيّهم، وتآمروا على قتل الناقة ثمّ قتل صالح -عليه السلام-، فقتلوا الناقة ثمّ ألحقهم الله بعذابٍ لم يمكّنهم من قتل نبيّه.[٢]


ما هي صفات قوم صالح؟

اتّصف قوم صالح -عليه السلام- وهم قوم ثمود بالعديد من الصفات التي يُذكر منها:[٣][٤]

  • سكنوا في شمال الجزيرة العربية في منطقةٍ تسمّى الحِجْر وتقع بين بلاد الحجاز وبلاد الشام، وقد تميّزت بحضارتها من عدّة جوانب؛ منها:
  • الحضارة الزراعية: فقد عُرفت أرضهم بخصوبتها ووفرة مياهها وقدرتها على إنتاج العديد من المحاصيل الزراعية، قال -تعالى-: (كَذَّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ*إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلَا تَتَّقُونَ*إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ*فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُونِ*وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ*تُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ*فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ*وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ).[٥]
  • الحضارة العُمرانية: فقد شيّدوا البنايات الضخمة، وأسّسوا بيوتاً في أعالي الجبال يُقيموا فيها صيفاً وبيوتاً داخل الجبال يُقيموا فيها شتاءً، قال -تعالى-: (وَكانوا يَنحِتونَ مِنَ الجِبالِ بُيوتًا آمِنينَ).[٦]
  • تميّزوا بقدرتهم على التدبّر والتبصّر والنظر في الأمور، فقد وصفهم الله -تعالى- قائلاً: (وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ)،[٧] ورغم ذلك فقد زيّن لهم الشيطان أعمالهم وشركهم بالله وحاد بهم عن اتّباع طريق الحقّ وتوحيد الله، فاستمرّوا في عبادة الأصنام حباً وإخلاصاً وتعلّقاً، قال -تعالى-: (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ).[٨]
  • اتّخذوا مجلساً سياسياً يقودهم في أمورهم وشؤونهم من تسعة أشخاص إلّا أنّه لم يستطع تبديل الباطل إلى الحقّ، قال -تعالى-: (وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ).[٩]
  • عُرِفوا بفساد أخلاقهم وإسرافهم وكِبرهم وغرورهم وبُعدهم عن الأخلاق الحسنة ممّا كان سبباً في بُعدهم عن الإيمان برسالة نبيّهم صالح -عليه السلام-، وعدم توحيد الله وإخلاص العبادة له وحده، والسخرية والاستهزاء من نبيّهم ومَن اتّبعه كما ورد في العديد من الآيات القرآنية التي ذكرت أخبارهم، منها: قول الله -تعالى-: (فَقَالُوا أَبَشَرًا مِّنَّا وَاحِدًا نَّتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ*أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ)،[١٠] وقوله يضاً: (وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ*الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ*قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ*مَا أَنتَ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا فَأْتِ بِآيَةٍ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ).[١١]


المراجع

  1. سورة الأعراف، آية:73
  2. د. محمد منير الجنباز (9/11/2020)، "قصة قوم صالح"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 13/7/2021. بتصرّف.
  3. أحمد أحمد غلوش، دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 94-95. بتصرّف.
  4. "قصة النبي صالح عليه السلام في القرآن"، إسلام ويب، 30/9/2016، اطّلع عليه بتاريخ 13/7/2021. بتصرّف.
  5. سورة الشعراء، آية:141-148
  6. سورة الحجر، آية:82
  7. سورة العنكبوت، آية:38
  8. سورة فصلت، آية:17
  9. سورة النمل، آية:48
  10. سورة القمر، آية:24-25
  11. سورة الشعراء، آية:151-154