أرسل الله رسله وأنبياءه؛ لدعوة الناس إلى الإيمان به وحده، وأرسل معهم كتبًا لبيان نهجه وشريعته، وهداية الخَلق وإرشادهم إلى الطريق القويم، وقد جعل الله تعالى الإيمان بهذه الكتب ركنًا من أركان الإيمان الستّة، قال تعالى: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّـهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ)؛[١] فأنزل الله تعالى مع كلّ نبيٍّ كتابًا، ومن هذه الكتب: التوراة، والإنجيل، والزبور، وصحفِ إبراهيم وموسى، واختتمت الكتب بالقرآن الكريم الذي أنزل على النبيّ محمد عليه الصلاة والسلام،[٢] وآتيًا حديثٌ عن صحف إبراهيم وموسى عليهما السلام.


صحف إبراهيم وموسى

جاء ذكر صحف إبراهيم وموسى -عليهما السلام- في قول الله تعالى من سورة الأعلى: (إِنَّ هَـذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى* صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى)،[٣] وقال العلماء ومنهم الإمام القرطبي في مَعرض تفسيره لهذه الآية الكريمة إنّ صحف إبراهيم وموسى هي الكتب المنزلة عليهما،[٤] وفيما يلي حديثٌ عنهما:

  • صحف إبراهيم عليه السلام: وهي الكتب التي أنزلها الله على نبيه إبراهيم -عليه السلام- وقد اشتملت على مواعظ وحكم،[٥] وقد ذكرها الله في كتابه العزيز صراحةً في قوله: (أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى* وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى* أَعِندَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى* أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى* وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى).[٦]
  • صحف موسى عليه السلام: من العلماء من قال إنّ صحف موسى -عليه السلام- هي نفسها التوراة التي أنزلها الله عليه، إلّا أنّ بعض أهل العلم ذهب إلى القول بأنّها كتبٌ أخرى غير كتاب التوراة.[٤]


الكتب السماوية الأخرى

ذكر الله تعالى في القرآن الكريم أسماء عددٍ من الكتب السماوية التي أنزلها على عددٍ من أنبيائه غير صحف إبراهيم وموسى عليهما السلام، وهي:[٢]

  • التوراة: وهي الكتاب الذي أنزله الله تعالى على نبيه موسى عليه السلام، قال الله -سبحانه وتعالى- عنه: (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّـهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ).[٧]
  • الإنجيل: هو كتاب الله -سبحانه وتعالى- الذي أنزله على النبي عيسى عليه السلام، ليكون متمّمًا لكتاب التوراة وموافقًا ومؤكّدًا لما جاء فيه، قال تعالى: (وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الْإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِين).[٨]
  • الزبور: وقد أنزله الله تعالى على نبيّه داود -عليه السلام- كما جاء في قوله تعالى: (وَآتَينا داوودَ زَبورًا).[٩]
  • القرآن الكريم: وهو خاتم الكتب السماوية، قال تعالى مخاطبًا النبيّ محمد عليه الصلاة والسلام: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزِيلًا).[١٠]
  • كتب سماوية أخرى: أنزل الله تعالى كتبًا أخرى على أنبيائه ورسله، لم يرد ذكر اسمها صراحةً في نصوص القرآن الكريم والسنة النبويّة، قال تعالى: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّـهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ).[١١]

المراجع

  1. سورة البقرة، آية:285
  2. ^ أ ب مثنى الزيدي، "سلسلة اركان الايمان (3) الإيمان بالكتب السماويــة"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 30/9/2021. بتصرّف.
  3. سورة الأعلى، آية:18-19
  4. ^ أ ب إسلام ويب (10/11/2003)، "المقصود بصحف إبراهيم وموسى"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 30/9/2021. بتصرّف.
  5. الشيخ محمد صالح المنجد (4/1/2009)، "ما هي صحف إبراهيم عليه السلام ؟"، الاسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 30/9/2021. بتصرّف.
  6. سورة النجم، آية:33-37
  7. سورة المائدة، آية:44
  8. سورة المائدة، آية:46
  9. سورة الإسراء، آية:55
  10. سورة الإنسان، آية:23
  11. سورة البقرة، آية:213