الغاية من إرسال الرسل والأنبياء

أرسل الله -عزّ وجلّ- أنبياءه ورسله لدعوة الناس إلى توحيده وترك عبادة ما سواه، وليرسموا للناس معالم الطريق إلى الله، وليكونوا حُجةً لهم، ويبيّنوا لهم حالهم في الدنيا وفي الآخرة عند لقاء ربّهم، وقد اختار الله الأنبياء والرُسل من البشر ولم يكونوا من غيرهم، فأكرمهم بالرسالات التي يحملونها وشرّفهم بمقام العبوديّة له أيضاً، فهم بشرٌ يأكلون ويشربون وينامون ويستيقظون وتنزل بهم البلايا والأمراض وغيرها من الوقائع التي تأتي للبشر، كما أنّهم معصومون عن الخطأ وإن حدثَ معهم نزراً بسيطاً من ذلك أرجعهم الله إلى الصواب وطريق الحقّ مباشرةً.[١]


شروط النبي والرسول

يختار الله -سبحانه- من يشاءُ من البشر لنيلِ شرف النبوّة العظيم من حمل رسالته ودعوته وتبليغها للناس كافةً، فذلك اصطفاءٌ منه -عزّ وجلّ-، قال -تعالى-: (اللَّـهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّـهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ)،[٢] وقد ذَكَر السعدي في تفسيره أنّ الله -سبحانه- يختارُ لتلك المهمة العظيمة أصفى خلقه وأنقاهم، فهو الأعلم بحالهم والمحيط بهم فلم يختارهم عبثاً، فهُم أهلاً لذلك،[٣] ولا بدّ من تحقّق عدّة أمورٍ وشروطٍ في النبي والرسول هي:[٤]


الذكورة

أي أنْ يكونَ الرسولُ ذكراً؛ إذ إنّ مواجهة المشركين وتحمّل أذاهم ومعايشة ظلمهم وقسوتهم ورفضهم وعنادهم بحاجةٍ إلى نوعٍ من الشدّة التي لا تتوفّر في النساء اللاتي تغلبُ عليهنّ العاطفة.[٤]


الصدق

فتبليغ الرسالة عن الله -سبحانه- بحاجةٍ إلى صادقٍ ثابتٍ على موقفه لا يعرف الكذبَ إليه طريقاً، فلو كانوا الأنبياء الذين اصطفاهم الله يشوبهم الكذب؛ لأصبحت الدعوة ضعيفةً غيرَ مصدّقةٍ بين الناس.[٤]


الخُلق الحسن

الأنبياء والرسل هم قدوة الناس لذلك يجبُ أن تكون سرائرهم وظواهرهم على أحسن الأخلاق وأفضلها؛ وهم معصومون محفوظون من الله -سبحانه- من الزلل، ومن الوقوع في كلّ ما يشوبُ تلك الأخلاق ورفعتها.[٤]


التبليغ

الأنبياء والرسل مكلّفون بتبليغ رسالة الله -عزّ وجلّ- دون كتمانٍ أو بخلٍ أو نقصٍ حتى وإن كانت بعض الأوامر مخالفةً لأعرافهم وتقاليدهم.[٤]


الذكاء

تحلّى الأنبياء -عليهم السلام- بالذكاء والحِنكة وسرعة التصرّف وتنوّع الأساليب في الدعوة، وعدم التردّد والثبات على الموقف وطرح الأمثلة والشواهد وتبيين الحقّ وردّ الباطل بكافة السُبل والوسائل.[٤]


عصمة الأنبياء والرسل

كانَ من كَرمِ الله وفضله أنْ ميّز مَن يحمُل الرسالة على جميع البشر بصفةٍ لا يملكونها وتدلّ على صدق الرسالة وأنّ مصدرها الله -سبحانه-، ولتكون الدعوة مقبولةً بين الناس يستجيب لها مَن يسمع بها ويسارعُ قلبه إليها، وتلك الصفة الجليلة هي العِصمة.


معنى العِصمة

بيان تعريف العصمة لغةً وشرعاً آتياً:[٥]

  • العِصمةُ لغةً: المنع، فيُقال: عصم الله عبده؛ أي منع عنه ما يهلكه.
  • العِصمةٌ شرعاً: حفظ الله -سبحانه- لأنبيائه ورسله من ارتكاب المعاصي والذنوب والطرق المؤدية لارتكاب المحرّمات والمنكرات وكلُّ ما يؤدي لذلك.


الحِكمة من عصمة الأنبياء

هناك العديد من الحِكم لعصمة الأنبياء يُذكر منها:[٥]

  • تحقيق الاقتداء والتأسي بالأنبياء والرسل، فالعصمة ميزةٌ لا تُوجد في غيرهم من الناس.
  • حفظ الأنبياء من المهالك، إذ إنّ اقتراف الذنوب والمعاصي وسُبل الحرام تودي بصاحبها إلى المهالك لذلك كانت العصمة للأنبياء .
  • صيانة الأنبياء عن كلّ ما قد يقدح في شخصهم أو في دعوتهم.


المراجع

  1. محمد بن ابراهيم التويجري، كتاب مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 78. بتصرّف.
  2. سورة الحج، آية:75
  3. أبو الهيثم محمد درويش (13/7/2017)، "مع القرآن - اللَّهُ يَصْطَفِي"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 7/9/2021. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح أبو عبد الرحمن الإدريسي إسلام ويب (4/5/2014)، "مفهوم النبوة في الإسلام"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 7/9/2021. بتصرّف.
  5. ^ أ ب صادق بن محمد الهادي (19/7/2009)، "العصمة"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 7/9/2021. بتصرّف.