جب يوسف عليه السلام (بئر يوسف)

أين يقع جب يوسف عليه السلام (بئر يوسف)؟

لم يثبت مكان وموضع البئر الذي وُضع فيه يوسف -عليه الصلاة والسلام- حينما اتّقق إخوته على التخلّص منه في بئرٍ عميقةٍ بعيدةٍ، وقد وردت عدّة أقوالٍ ورواياتٍ في تحديد مكان البئر؛ فقال قتادة إنّه بئر بيت المقدس، وقال ابن زيد إنّه يقع بالقرب من طبريا إذ تفصل بينهما بعض الأميال،[١] وذكرت روايةٌ أنّ البئر يقع في بلاد الشام في ناحيةٍ من نواحي الأردن،[٢] ورجّحت بعض الروايات أنّه البئر الذي يقع بالقُرب من مدينة صفد في فلسطين والذي يُطلق عليه بئر يوسف.[٣]


قصة جب يوسف عليه السلام (بئر يوسف)

اتّفق إخوة يوسف -عليه الصلاة والسلام- على التخلّص منه باعتباره الابن الأقرب من أبيهم يعقوب -عليه الصلاة والسلام- والابن الأحبّ إليه، فتشاوروا فيما بينهم على طريقةٍ يتخلّصوا بها منه، فأشار أحدهم إلى قتله أو الذهاب به إلى أرضٍ بعيدةٍ، ثمّ التوبة إلى الله -تعالى- من ذلك الفعل طمعاً بأنّه غفورٌ رحيمٌ، وأشارٌ آخرٌ إلى إلقائه في بئرٍ عميقةٍ واتّفقوا عليها، قال -تعالى-: (اقتُلوا يوسُفَ أَوِ اطرَحوهُ أَرضًا يَخلُ لَكُم وَجهُ أَبيكُم وَتَكونوا مِن بَعدِهِ قَومًا صالِحينَ*قالَ قائِلٌ مِنهُم لا تَقتُلوا يوسُفَ وَأَلقوهُ في غَيابَتِ الجُبِّ يَلتَقِطهُ بَعضُ السَّيّارَةِ إِن كُنتُم فاعِلينَ)،[٤] ولتنفيذ خطتهم طلبوا من أبيهم أن يأخذوا يوسف معهم لرعي الأغنام، فرفض خوفاً على يوسف من الذئب وحُزناً على فراقه، فأجابوه بأنّهم حريصون عليه، ولا داعي للخوف عليه وهو معهم، قال -عزّ وجلّ-: (قالوا يا أَبانا ما لَكَ لا تَأمَنّا عَلى يوسُفَ وَإِنّا لَهُ لَناصِحونَ*أَرسِلهُ مَعَنا غَدًا يَرتَع وَيَلعَب وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ*قالَ إِنّي لَيَحزُنُني أَن تَذهَبوا بِهِ وَأَخافُ أَن يَأكُلَهُ الذِّئبُ وَأَنتُم عَنهُ غافِلونَ*قالوا لَئِن أَكَلَهُ الذِّئبُ وَنَحنُ عُصبَةٌ إِنّا إِذًا لَخاسِرونَ).[٥][٦][٧]


فأخذوه معهم في اليوم التالي، ونفذّوا خطّتهم، فقيّدوا يوسف وألقوه في البئر، وعادوا إلى أبيهم بقميصه وقد لطّخوه ببعض الدماء وأخبروه بأنّ الذئب أكله، فحزن يعقوب -عليه السلام- حزناً شديداً على يوسف، واستعان بالله -سبحانه- في تفريج كربه، قال -تعالى-: (فَلَمّا ذَهَبوا بِهِ وَأَجمَعوا أَن يَجعَلوهُ في غَيابَتِ الجُبِّ وَأَوحَينا إِلَيهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمرِهِم هـذا وَهُم لا يَشعُرونَ*وَجاءوا أَباهُم عِشاءً يَبكونَ*قالوا يا أَبانا إِنّا ذَهَبنا نَستَبِقُ وَتَرَكنا يوسُفَ عِندَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذِّئبُ وَما أَنتَ بِمُؤمِنٍ لَنا وَلَو كُنّا صادِقينَ*وَجاءوا عَلى قَميصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قالَ بَل سَوَّلَت لَكُم أَنفُسُكُم أَمرًا فَصَبرٌ جَميلٌ وَاللَّـهُ المُستَعانُ عَلى ما تَصِفونَ)،[٨] وبقي يوسف -عليه السلام- في البئر إلى أن مرّت قافلةٌ تجاريةٌ بالبئر للتزوّد بالماء فأسقطوا الدلو في البئر وتعلق به يوسف وخرج من البئر، فاستبشر به ساقي الماء، وأخذوه معه ليستقرّ به الحال في بيت عزيز مصر، قال -سبحانه-: (وَجاءَت سَيّارَةٌ فَأَرسَلوا وارِدَهُم فَأَدلى دَلوَهُ قالَ يا بُشرى هـذا غُلامٌ وَأَسَرّوهُ بِضاعَةً وَاللَّـهُ عَليمٌ بِما يَعمَلونَ*وَشَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخسٍ دَراهِمَ مَعدودَةٍ وَكانوا فيهِ مِنَ الزّاهِدينَ).[٩][٦][٧]

المراجع

  1. جعفر شرف الدين، الموسوعة القرآنية خصائص السور، صفحة 138. بتصرّف.
  2. شهاب الدين الألوسي، تفسير الألوسي روح المعاني، صفحة 388. بتصرّف.
  3. ملا حويش، بيان المعاني، صفحة 180-181. بتصرّف.
  4. سورة يوسف، آية:9-10
  5. سورة يوسف، آية:11-14
  6. ^ أ ب الشيخ عائض بن عبدالله القرني (25/8/2007)، "يوسف في الجب"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 15/12/2021. بتصرّف.
  7. ^ أ ب "سورة يوسف - تفسير السعدي"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 15/12/2021. بتصرّف.
  8. سورة يوسف، آية:15-18
  9. سورة يوسف، آية:19-20