كم بيع النبي يوسف؟

بِيعَ نبيّ الله يوسف -عليه الصلاة والسلام- بثمنٍ بخسٍ؛ أي بالقليل من الدراهم، قال -تعالى-: (وَشَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخسٍ دَراهِمَ مَعدودَةٍ وَكانوا فيهِ مِنَ الزّاهِدينَ)،[١] وقد سُبق بيعه بالعديد من الأحداث والوقائع الآتي بيانها:[٢]


اتفاق إخوة يوسف على التخلّص منه

اتّفق إخوة يوسف على التخلّص منه لأنّه الابن الأقرب من أبيهم يعقوب -عليه الصلاة والسلام-، فقد تآمروا فيما بينهم على طريقةٍ للتخلّص منه، فأشار أحدهم إلى قتله أو إلقائه في أرضٍ بعيدةٍ، ثمّ طلب العفو والمغفرة من الله على فعلتهم تلك لعِلمهم بأنّه غفورٌ رحيمٌ، وأشار آخرٌ إلى إلقائه في بئرٍ عميقةٍ بعيدةٍ، قال -تعالى-: (اقتُلوا يوسُفَ أَوِ اطرَحوهُ أَرضًا يَخلُ لَكُم وَجهُ أَبيكُم وَتَكونوا مِن بَعدِهِ قَومًا صالِحينَ*قالَ قائِلٌ مِنهُم لا تَقتُلوا يوسُفَ وَأَلقوهُ في غَيابَتِ الجُبِّ يَلتَقِطهُ بَعضُ السَّيّارَةِ إِن كُنتُم فاعِلينَ)،[٣] وبالفعل فقد طلبوا من أبيهم أن يأخذوا يوسف معهم في رعي الأغنام ليتمكّنوا من إلقائه في البئر، وتوسّلوا إليه، فأجابهم بأنّه يخاف على يوسف من أن يأكله الذئب، فقالوا له لا يُمكن أن يأكله الذئب وهو معهم، فأخذوه معهم في اليوم التالي، قال -عزّ وجلّ-: (قالوا يا أَبانا ما لَكَ لا تَأمَنّا عَلى يوسُفَ وَإِنّا لَهُ لَناصِحونَ*أَرسِلهُ مَعَنا غَدًا يَرتَع وَيَلعَب وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ*قالَ إِنّي لَيَحزُنُني أَن تَذهَبوا بِهِ وَأَخافُ أَن يَأكُلَهُ الذِّئبُ وَأَنتُم عَنهُ غافِلونَ*قالوا لَئِن أَكَلَهُ الذِّئبُ وَنَحنُ عُصبَةٌ إِنّا إِذًا لَخاسِرونَ).[٤][٢]


تنفيذ خطة إخوة يوسف

نفّذ إخوة يوسف ما اتّفقوا عليه، فقيّدوا يوسف وألقوه في البئر وكانوا قد أخذوا قميصه قبل ذلك، وجعلوا على قميصه بعض الدماء، وذهبوا إلى أبيهم يعقوب -عليه الصلاة والسلام- متظاهرين بالبكاء على فراق أخيهم يوسف، وأخبروه بأنّ الذئب أكل يوسف مستدلّين بقميص يوسف الذي قد تلطّخ بالدماء، فعَلِم يعقوب -عليه السلام- أنّهم حاكوا أمراً ما على أخيهم، فتوكّل على ربّه واستعان به في مصيبته التي حلّت عليه، قال -تعالى-: (وَجاءوا أَباهُم عِشاءً يَبكونَ*قالوا يا أَبانا إِنّا ذَهَبنا نَستَبِقُ وَتَرَكنا يوسُفَ عِندَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذِّئبُ وَما أَنتَ بِمُؤمِنٍ لَنا وَلَو كُنّا صادِقينَ*وَجاءوا عَلى قَميصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قالَ بَل سَوَّلَت لَكُم أَنفُسُكُم أَمرًا فَصَبرٌ جَميلٌ وَاللَّـهُ المُستَعانُ عَلى ما تَصِفونَ)،[٥] فطلب يعقوب -عليه السلام- من الله -تعالى- أن يمدّه بالصبر على مصيبته.[٦][٢]


خروج يوسف من البئر

مكث يوسف -عليه الصلاة والسلام- في البئر إلى حين أن مرّت قافلةٌ بالبئر للتزوّد بالماء، فأرسلوا الساقي ليأتيهم بالماء، فأسقط الدلو في البئر، فأمسك به يوسف -عليه الصلاة والسلام- وخرج من البئر، واستبشر الساقي حينما رآه، وأخذوه لبيعه في مصر، واستقرّ به الحال في بيت عزيز مصر، قال -تعالى-: (وَجاءَت سَيّارَةٌ فَأَرسَلوا وارِدَهُم فَأَدلى دَلوَهُ قالَ يا بُشرى هـذا غُلامٌ وَأَسَرّوهُ بِضاعَةً وَاللَّـهُ عَليمٌ بِما يَعمَلونَ*وَشَرَوهُ بِثَمَنٍ بَخسٍ دَراهِمَ مَعدودَةٍ وَكانوا فيهِ مِنَ الزّاهِدينَ).[٧][٨]

المراجع

  1. سورة يوسف، آية:20
  2. ^ أ ب ت أ. د. عبدالله بن محمد الطيار (12/8/2010)، "قصة يوسف عليه السلام"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 14/12/2021. بتصرّف.
  3. سورة يوسف، آية:9-10
  4. سورة يوسف، آية:11-14
  5. سورة يوسف، آية:16-18
  6. "قصة يوسف عليه السلام في القرآن"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 14/12/2021. بتصرّف.
  7. سورة يوسف، آية:19-20
  8. "سورة يوسف - تفسير السعدي"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 14/12/2021. بتصرّف.