إن الحديث عن الفرق بين النبي والرسول، يعد من الأمور المنتشرة التي تناقش في الكثير من المواضع؛ كالمناهج الدراسية، والجلسات العلمية، والخطب الدينية، وعلى الرغم من أن السؤال الذي يطرح عن هذا الموضوع هو ما الفرق، إلا أن البعض يقول بعدم وجود فرق بينهما، وهذا غير منطقي، والدليل ما جاء في قوله تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ"،[١] ويمكن الدليل في هذه الآية في الجمع بين النبي والرسول في التعداد وهذا دليل اختلاف، لذلك سنعرض في مقالنا هذا أبرز الفروقات وأشهرها بين النبي والرسول؛ للإجابة عن أي تساؤل فيما يخص هذا الأمر من ناحية جوانب الاختلاف، وأبرز ما قاله العلماء عن الأمر.[٢]


الفرق بين النبي والرسول

عند الحديث عن الفرق بين النبي والرسول فإن أول عبارة نسمعها ونرددها هي أن كل رسول نبي وليس كل نبي رسول، لكننا في الحقيقة قد لا نعرف أساس هذه القاعدة ولا على ماذا تستند، لذلك سنعرض فيما يأتي أبرز الفروقات بين النبي والرسول:

  • كلمة (نبي) في اللغة مشتقة من كلمة (النبأ) التي تعني الخبر، كما جاء في قوله تعالى: "عمَّ يتساءلون، عن النبأ العظيم"،[٣] ليكون النبي في اللغة هو المخبَر والمخبِر؛ أي الذي أخبره الله وأوحى إليه، وأمره بتبليغ ما أخبره به، كما في قوله تعالى: "قالت من أنبأك هذا قال نَبَّأَنِيَ العليم الخبير"،[٤] أما كلمة (رسول) فهي من الإرسال أي التوجيه، والرسول هو المبعوث في مهمة، كما في قوله تعالى: "وإني مرسلة إليهم بهديَّةٍ فناظرة بم يرجع المرسلون".[٥][٦]
  • الرسول يبعثه الله إلى قوم، وينزل معه كتاب، أو يبعثه بحكم جديد لم يكن في شريعة من كان قبله، والنبي من يأتي مكملًا لرسالة من قبله دون أن يكون معه كتاب أو أن يأتي بحكم جديد.[٧]
  • الرسول تتبعه أمم كبيرة، أما النبي فإن أتباعه يتبعون شريعة الرسول الذي جاء النبي مصدقًا لرسالته.[٨]


خطأ شائع في التفريق بين النبي والرسول

انتشرت الكثير من الآراء غير الصحيحة في التفريق بين النبي والرسول، والتي تقول بأن الرسول أوحي إليه وأُمِر بالتبليغ، أما النبي فقد أُوحي إليه ولم يؤمر بالتبليغ، وهذا الرأي غير صحيح بسبب ما يأتي:[٦]

  • ذكر الله عز وجل في كتابه لكل من الرسل والأنبياء في سياق الإرسال والتبليغ، كما في الآية: "وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّىٰ أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ".[١]
  • عدم التبليغ يعد كتمانًا للوحي، وهذا مخالف للحكمة من الوحي، فالله عز وجل لا ينزل الوحي ليبقى محصورًا عند إنسان واحد.
  • حديث الأقوام مع أنبيائهم في القرآن الكريم، وطلب الحجة والبرهان منهم، كما في قوله تعالى: "ألم تر إلى الملإ من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنبي لَّهم ابعث لنا ملكاً نقاتل في سبيل الله قال هل عسيتم إن كتب عليكم القتال ألاَّ تقاتلوا ...".[٩]


المراجع

  1. ^ أ ب سورة الحج، آية:52
  2. "الفرق بين النبي والرسول"، الإسلام سؤال وجواب. بتصرّف.
  3. سورة النبأ، آية:1-2
  4. سورة التحريم، آية:3
  5. سورة النمل، آية:35
  6. ^ أ ب عمر سليمان الأشقر، الرسل والرسالات، صفحة 13. بتصرّف.
  7. عبد الرزاق عفيفي، فتاوى ورسائل سماحة الشيخ عبد الرزاق عفيفي، صفحة 170. بتصرّف.
  8. ناصر العقل، مجمل أصول أهل السنة، صفحة 28. بتصرّف.
  9. سورة البقرة، آية:246