مكان دفن النبي إبراهيم

قال جمهور أهل العلم أن النبي إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- دُفن في مدينة الخليل في فلسطين،[١] حيث قيل أنه دُفن بجانب قبر زوجته سارة في مغارة في حبرون؛ وهي مدينة الخليل حالياً، في مزرعة عَفْرون كان قد اشتراها إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-،[٢] وقد تولى دفنه إسماعيل وإسحاق -عليهم الصلاة والسلام-.[٣]


كيف توفي النبي إبراهيم؟

قيل أن النبي إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- توفي فجأة، وقيل أن مرضاً أصابه كان سبباً في وفاته، وكان عمره عندما توفي مائة وخمسة وسبعين عاماً، وقيل مائة وخمسة وتسعين عاماً، وقيل كان عمره مائتي عاماً كما قال ابن الكلبي.[٤]


دعوة سيدنا إبراهيم

دعا إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- أباه في بداية الدعوة؛ إذ أنه كان ممن يعبد الأصنام، فقام بدعوته إلى عبادة الله -عزّ وجلّ- فقال: (إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا* يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا)،[٥]ولكن أباه لم يستجب له وهدده بالرجم والهجر، فما كان من إبراهيم إلا أن تركه، وقال له: (قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ ۖ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي ۖ إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا)،[٦] وظلّ -عليه الصلاة والسلام- يستغفر لأبيه ويرجو الله -عزّ وجلّ- أن يهديَه، فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه وترك الاستغفار له.[٧]


ثم دعا -عليه الصلاة والسلام- قومه في العراق إلى عبادة الله -تعالى- وحده وترك عبادة الأوثان التي لا تنفع ولا تضر، فيخرجهم من عبادة الأصنام والكواكب إلى توحيد الله -تعالى- وعبادته، قال الله -عزّ وجلّ-: (وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ۖ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ* إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ ۖ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ).[٨][٩]


إلا أنهم لم يستجيبوا له، فقام بتحطيم أصنامهم إلا واحداً منهم، فتركه لعلهم يسألونه عمن فعل ذلك، فلما اعترفوا بعجز تلك الأصنام قال لهم إبراهيم: (قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ* أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ)،[١٠] فلجؤوا إلى استعمال القوة، وألقوه في النار، إلا أن الله -تعالى- نجّاه، وجعلها عليه برداً وسلاماً، وأبطل كيد أعدائه.[١١]


وقد أمر الله -تعالى إبراهيم -عليه السلام- بعد أن نجاه من النار، وعدم استجابة قومه له، وإصرارهم على العناد والكفر بالله -تعالى-، بالخروج من أرض العراق إلى بيت المقدس في فلسطين في بلاد الشام، ثم انتقل إلى مصر بعد أن حلّ بأرض الشام القحط والجذب، وبعد أن مكث في مصر مدة من الزمن عاد مرة أخرى إلى فلسطين.


المراجع

  1. "قبر خليل الله إبراهيم عليه السلام في الخليل في فلسطين"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 25/7/2022. بتصرّف.
  2. ابن الجوزي، تاريخ بيت المقدس، صفحة 76. بتصرّف.
  3. ابن كثير، قصص الأنبياء، صفحة 250. بتصرّف.
  4. ابن كثير، قصص الأنبياء، صفحة 250. بتصرّف.
  5. سورة مريم، آية:42-43
  6. سورة مريم، آية:74
  7. عثمان الخميس، فبهداهم اقتده، صفحة 117--119. بتصرّف.
  8. سورة العنكبوت، آية:16-17
  9. عثمان الخميس، فبهداهم اقتده، صفحة 120-133. بتصرّف.
  10. سورة الأنبياء، آية:66-67
  11. "إبراهيم عليه السلام"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 25/7/2022. بتصرّف.